وعلي مائدة إفطار شريف الشوباشي!
تناولنا أمس خطورة تصريحات الفنان أحمد سعد وقلنا إنها أبعد مما يتصوره البعض، إذ تؤكد نهاية عصر أو ظاهرة الفنان المثقف، وضربنا أمثلة علي وعي الفنان وثقافته وشياكته التي تتجلي في عديد من المناسبات، سجلتها أدوات عديدة مقروءة ومسموعة ومرئية، وذكرنا أجيالا مختلفة من الفنانين ثم ختمنا المقال بالقول إن الموضوع فتح شهيتنا لنروي ما شهدته من فنانين كثيرين كان دالا علي اختلاف ما حدث في الدوائر الفنية، لم يعد معه الفنان المصري كما كان..
لم يختف الفنان المثقف تماما إنما صار أقلية وسط أغلبية تتخذ من الفن طريقا للشهرة والثروة دون الرسالة/ وبغير مخزون ثقافي يشكل يحمي ويوجه ويتحول إلي البوصلة التي ترشد!
من أين نبدأ؟ اخترنا أن نبدأ من الأخير.. أمس الأول كنت علي مائدة إفطار -وقليلة هي الدعوات التى نقبلها في رمضان- ببيت أستاذنا الكاتب والمفكر الكبير شريف الشوباشي بدعوة كريمة منه.. كان والعزيزة زوجته.. كان أستاذنا الكاتب والإعلامي الكبير محمد هاني وزوجته الإعلامية المحترمة سهير جودة.. كان أستاذنا الكاتب والمفكر الكبير الدكتور خالد منتصر وزوجته المبدعة سماح أبوبكرعزت.. كانت الأم الغالية فريدة الشوباشي وابنها وبعض أفراد عائلة الشوباشي..
وعبر موضوعات متناثرة وعقب الإفطار مباشرة وصوت القرآن الكريم يصل خافتا من بعيد عبر مذياع في إحدى الغرف، ومن مسلسلات رمضان إلي حال بعض الفنانين، ورغم هدوئها انطلقت سماح أبوبكر عزت وهي كما يبدو ابنة الفنان الكبير الراحل أبوبكر عزت لتروي واقعة تذكرتها..
كانت في مسرحية العالمة باشا.. وكان التقليد أن يبدأ العرض بالسلام الجمهوري، وإذا بثلاثة افراد تدل ملابسهم علي أنهم ضيوف من بلد خليجي شقيق، يحتلون مقاعدهم بالصف الأول لا يقفون احتراما للسلام الوطني!
غضب الفنان الكبير بشدة وأصر -ليس علي عتابهم ولا علي اعتذارهم أو توضيحهم لما جرى- بل علي طردهم من المسرح!
حاول بعض أبطال العمل تهدئة الفنان أبوبكر عزت الذي رفض أن يبدأ العرض إلا إذا خرجوا، تعطل العمل لفترة طويلة ولكن كان ما أراد احتراما لبلده ورفضا للاستهانة بها.. وعند خروجهم خرج خلفهم ووجه الدعوة لثلاثة مصريين عابرين بالصدفة ليحلوا محلهم وعلي ذات المقاعد!
ذات يوم التقيت الفنان أبوبكر عزت بمسرح السلام بالقصر العيني، وبحوار معه عقب العرض، هذا الثائر الغاضب في مسرحية العالمة باشا كان المهذب المتواضع إلي حد الخجل.. وللمواقف بقية