أحمد سعد ونهاية ظاهرة الفنان المثقف!
صادفت أو سيصادفك أن تشاهد أو تستمع أو تقرأ تصريحات قديمة أو حتي قديمة جدا تبدأ من عند جيل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب إلي جيل أحمد مظهر أو شكري سرحان وكمال يس.. وقد تمتد القائمة عبر خط زمني متصل إلي عبد الحليم حافظ وعبدالله غيث، ومنهما إلي جيل محمود يس ونور الشريف ومحمد صبحي، ومنهما إلي فاروق الفيشاوي وممدوح عبد العليم..
وقبلهم وبينهم هند رستم وشادية وفاتن حمامة ونادية لطفي، وهناك إلي سيدات المسرح العربي سميحة أيوب وسناء جميل وسهير المرشدي.. وغيرهم في تلك الأجيال المتتالية والتي ربما كان آخر أجيالها ظهر قبل أربعين عاما تقريبا، وهو النجم الكبير سامح الصريطي متعه الله بكل الصحة..
يمكن اعتبار تصريحاتهم المرئية والمسموعة والمقروءة حتي لو في الفن وعنه تحديدا درسا شاملا في الذوق، وفن الكلام وشياكة الحديث وأدب تناول أي موضوع، وخاصة عن الزملاء والمنافسين والتواضع في كل ما يخص الذات..
ولا يخلو الأمر -عندما لا يخلو موضوع الحوار- من الحديث في السياسة والثقافة علي عمومها والجمال علي إطلاقه.. عن العروبة والقومية والصراع العربي الإسرائيلي، عن الشعوب والقوميات الأخري وزياراتهم إلي بلدانهم، عن أحداث العالم والسينما العالمية ومهرجاناتها والأدب العالمي والأدباء والفنون التشكيلية ومدارسها والفلسفة والفلاسفة..
حتي لو تحدث كل منهم بتبسيط دون تعقيد ودون اقتراب من أسلوب الأكاديميين وتدفق وفق أسلوبه الخاص.. لكن ستشعر بمتعة وجاذبية إلي تلك العصور وإلي خيال يسحبك إلي أزمانهم.. والمؤكد: إلي حسرة على الكثيرين من فناني هذا الزمان.. حيث غياب كل ذلك أو أغلبه..
قادني الأمر إلي الحديث عن فنانين عرفتهم وتعاملت معهم ورأيت سلوكهم فيما بينهم وشاهدت وعيهم وثقافتهم.. من أين نبدأ؟!
غدا ربما نقول..