هبة عوف: الإسلام يعزز التعايش السلمي ويكرم السيدة مريم وسيدنا عيسى عليهما السلام
أكدت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن الإسلام يمثل نموذجًا فريدًا في تعزيز التعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات، مؤكدةً أن الشريعة الإسلامية جاءت لتؤسس علاقات تقوم على الاحترام المتبادل، البر، والإحسان مع غير المسلمين.
الدكتورة هبة عوف: القرآن الكريم يعلي من مكانة السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام
وأشارت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، فى تصريحات خاصة لـ “ فيتو”، إلى أن القرآن الكريم يعلي من مكانة السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام، حيث وصفت السيدة مريم بأنها "اصطفاها الله وطهرها على نساء العالمين"(آل عمران: 42)، وأن سيدنا عيسى هو أحد أولي العزم من الرسل، الذين حملوا رسالة التوحيد وأُيدوا بمعجزات عظيمة.
وأضافت أن القرآن الكريم أفرد مساحات واسعة للحديث عن حياة سيدنا عيسى وأمه السيدة مريم، خاصة في سورة "مريم" وسورة "آل عمران"، لافتة إلي أن القرآن يروي ولادة السيدة مريم بطريقة معجزة، ثم حملها بسيدنا عيسى بمعجزة أيضًا دون تدخل بشري، وولادته في ظروف استثنائية، كما تحدث القرآن عن معجزاته، مثل كلامه في المهد، ودعوته لبني إسرائيل، والتحديات التي واجهها من قومه، ورفعه إلى السماء.
وأوضحت أن سيدنا عيسى عليه السلام دعا إلى عبادة الله وحده، كما جاء في قوله تعالى على لسانه: "إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ" (مريم: 36)، كما أن السيدة مريم نموذج للمرأة المؤمنة الطاهرة التي اصطفاها الله لحمل رسالة عظيمة، وكرمها بسورة كاملة في القرآن تحمل اسمها.
الدكتورة هبة عوف: السيدة مريم لها مكانة عظيمة في الإسلام
وأضافت أن السيدة مريم لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي أفضل نساء العالمين كما ورد في الحديث النبوي، والقرآن يصفها بالطاهرة، ويثني على إيمانها وتقواها، وذُكر اسمها في القرآن 34 مرة، وهي المرأة الوحيدة التي ذُكر اسمها في القرآن، خصّها الله بسورة كاملة باسمها، وهي نموذج للطهارة والإيمان والصبر.
وتابعت: "روى البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم، قال: (ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخًا من مسِّ الشيطان إياه إلا مريم وابنها)، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} (آل عمران:36). ورويا أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا أولى الناس بابن مريم -والأنبياء أولاد عَلات- ليس بيني وبينه نبي)، (أولاد عَلات: الذين أمهاتهم مختلفة، وأبوهم واحد. والمراد أن إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة)".
وأضافت: "ورد في سورة آل عمران ما يؤكد قصة مولد عيسى عليه السلام كما وردت في سورة مريم، وذلك قوله سبحانه: {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين} (آل عمران:45-46)، لقد شاء الله أن يخرق قاعدة الإنجاب والتناسل في فرد من بني الإنسان، فينشئه نشأة قريبة، وشبيهة بالنشأة الأولى -الخلق من تراب-، وإن لم تكن مثلها تمامًا، الخلق من أنثى فقط، تتلقى النفخة التي تنشئ الحياة ابتداء، فتنشأ فيه الحياة! وقد بشرت الملائكة مريم بكلمة من الله {اسمه المسيح عيسى ابن مريم}، فتضمنت البشارة نوعه، وتضمنت اسمه ونسبه، وظهر من هذا النسب أن مرجعه إلى أمه، ثم تضمنت البشارة كذلك صفته ومكانه من ربه: {وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين}، كما تضمنت معجزة تصاحب مولده: {ويكلم الناس في المهد}، ولمحة عن مستقبله: {وكهلا}. ووصفته والموكب الذي ينتسب إليه أنه من {الصالحين".
هبة عوف: الشعب المصري يمثل نموذجًا مميزًا في التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين
وفي سياق حديثها عن مصر، أكدت الدكتورة هبة عوف أن الشعب المصري يمثل نموذجًا مميزًا في التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، موضحة أن هذا التعايش يستند إلى مبادئ الإسلام التي تدعو إلى احترام الآخر، كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..." (الحجرات: 13). وأشارت إلى حديث النبي ﷺ الذي أوصى فيه بمصر وأهلها قائلًا: "ستفتحون مصر، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحمًا" (رواه مسلم).
وأشارت إلى أن التعايش في مصر يمتد لعقود طويلة، ويظهر في النسيج الاجتماعي المتماسك بين المسلمين والمسيحيين، من خلال المناسبات الوطنية والدينية التي يجتمع فيها الجميع بروح من المحبة والود.
وتطرقت الدكتورة هبة عوف إلى الجدل السنوي الذي يثار حول تهنئة المسيحيين بأعيادهم، موضحة أن الإسلام يدعو إلى البر والإحسان مع غير المسلمين، كما قال تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ..." (الممتحنة: 8)، مؤكدة أن التهنئة بمثل هذه المناسبات تعكس قيم التسامح والمحبة التي يدعو إليها الإسلام، ولا تمس العقيدة بأي شكل.
و أكدت الدكتورة هبة عوف، أن الأزهر الشريف له دور ريادي في تعزيز قيم التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، مشددة على أن الإسلام دين رحمة وسلام يدعو إلى البر والإحسان للجميع، بغض النظر عن اختلاف الدين أو العقيدة.
وأوضحت أن الأزهر الشريف يعمل بشكل مستمر على نشر الفكر الوسطي، ومواجهة الأفكار المتطرفة التي تهدد نسيج المجتمع. ومن أبرز جهوده:
تنظيم المؤتمرات والمنتديات الحوارية: حيث يسعى الأزهر إلى جمع قيادات دينية من مختلف الطوائف لتعزيز الحوار والتفاهم المشترك.
تدريب الدعاة والشيوخ: لتأهيلهم لنشر قيم التسامح والتعايش على مستوى محلي وعالمي.
المبادرات المجتمعية: مثل مبادرة "بيت العائلة المصرية" التي تعمل على حل النزاعات الطائفية وتعزيز الروابط بين المسلمين والمسيحيين.
وأشارت إلى أن الأزهر يدعم رسائل السلام من خلال مناهجه التعليمية التي تُرسخ قيم الاحترام المتبادل، وتُبرز مكانة الأنبياء جميعًا، بما فيهم سيدنا عيسى عليه السلام والسيدة مريم، واللذان ورد ذكرهما في القرآن الكريم بأسمى معاني التكريم.
واختتمت بالتأكيد على أن الإسلام دين سلام ورحمة، يدعو إلى بناء المجتمعات على أساس المحبة والعدل، وهو ما يعكس روح الأخوة التي تميز الشعب المصري عبر العصور.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا