الرغى لا يصنع إعلاما!
جلست أمام التليفزيون لأستمع إلى لقاء مع من وصف بأنه خبير في الشئون الداخلية حول زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الثانية للعريش منذ اندلاع حرب غزة الوحشية.. غير أننى لم أسمع ما انتظرت سماعه من هذا الخبير.. إننا كل ما استمعته هو رأى متواصل ولا يتوقف لا علاقة له بالإجابة على الأسئلة التى اجتهد المذيع وطاقم الإعداد في المحطة في طرحها عليه!
لا معلومات في كلام هذا الخبير.. ولا أخبار.. ولا تفسيرات تتحرى الدقة ولا تقع في أسر المبالغة.. وإنما هو الرغى المتواصل فقط والذى يتكرر فيه الكلام بشكل ممل ولا يفيد أو يؤثر في مشاهد أو مستمع، وهو ما ينشده أى إعلام يخاطب الناس.. وبالطبع الرغى لا يصنع إعلاما.. إنما هو يحض المشاهدين والمستمعين على الانصراف عن هذا الإعلام..
وأظن أن هذه هى آفة إعلامنا التى لم يتخلص منها تماما رغم الجهد الذى بذل لتطويره والمال الذى أنفق لكى يستعيد تأثير الأيام الخوالى، وأيضا رغم الرغبة لدى مؤسسات في الدولة للنهوض بإعلامنا.
ولكى يتخلص إعلامنا من آفة الرغى الذى لم يعد مجديا في عصر طغيان التواصل الاجتماعى يتعين أولا، أن نقبل بأى نقد يوجه لإعلامنا بلا حساسية، لآن النقد يفيد في إصلاح الأحوال وعلاج العيوب.. وثانيا، إجراء تقييم مستمر ومتواصل للأداء الإعلامى من قبل المسئولين عن إعلامنا لآن هذا التقييم سوف يسمح بالإسراع بإصلاح الأخطاء..
ثالثا، حسن إختيار الضيوف في إعلامنا الذين يدلون بدلوهم في الأحداث والتصرفات والقرارات.. لقد تجاوزنا مؤخرا مشكلة المراسلين التى لم نكن من قبل نكترث بهم، وحان الآن لتجاوز مشكلة الضيوف والخبراء والمحللين.. فليس كل من يسمى نفسه خبيرا هو بالخبير فعلا.