التهديد باقتحام رفح لتغطية سلخ شمال غزة
يرى بعض المحللين الفلسطينيين أن إسرائيل على عكس ما تبدو تتعجل اقتحام رفح الفلسطينية، وإنما هى مهتمة الآن بترتيب أوضاع شمال قطاع غزة.. فهى تعرف أن قواتها سيأتى وقت طال أو قصر وسوف تنسحب من القطاع حتى لا تغرق فيه وتتراكم خسائرها خاصة البشرية فيه.
ولذلك تصوغ الآن إسرائيل الأوضاع في شمال القطاع لتضمن الآمن لمستوطنات غلاف غزة بعد تدمير سلطة حماس فيه وإقتلاع نفوذها المجتمعى وليس السياسى والأمنى فقط، من خلال مجموعة من الإجراءات يأتى في مقدمتها ملاحقة قوات الشرطة التابعة لحماس في شمال القطاع وعناصر الطوارىء التابعة لها، ودعم نفوذ عدد من العناصر القبلية العميلة لها، وتدمير البنية التحتية الخاصة بحماس، ولعل هذا يفسر عودة القوات الإسرائيلية لاقتحام مجمع الشفاء في شمال غزة.
ويقول هؤلاء المحللون إن القوات الاسرائيلية لن تقوم باقتحام رفح قبل أن ترتب الأوضاع كما يحلو لها في شمال القطاع.. أما التلويح والتهديد المستمر باقتحام رفح حتى بدون موافقة أمريكا فهو من ناحية يغطى على ما تقوم به في شمال القطاع ومن ناحية أخرى هو نوع من الضغط على حماس لتليين مواقفها في مباحثات الهدنة التى تجرى الآن، على اعتبار أن تلك الهدنة سوف تؤخر اقتحام رفح وربما تلغيها إذا ما كانت الهدنة طويلة.
ويقول هؤلاء أيضا أن إسرائيل تعى أن اقتحام رفح بريا كما سيكون له خسائر فادحة بشريا للفلسطينيين فإنه سيكون له تكلفته الكبيرة للقوات الاسرائيلية، ولذلك لن تقدم عليه إلا بعد أن تطمئن تماما من ترتيب الأوضاع كما خططت في الشمال، خاصة أن نتنياهو يراهن على خسارة بايدن وفوز ترامب فى الانتخابات الامريكية المقبلة، وإذا ما جاء ترامب فانه لن يعطل للحكومة الإسرائيلية طلبا.