هدنة أم اقتحام رفح؟!
أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن عملية اقتحام رفح قد بدأت من خلال قصف جوى، تمهيدا وبدون إعلان لتفادى رفض دولى واسع لها، وفي ذات الوقت بدأت مفاوضات جديدة في قطر للتوصل إلى هدنة، وأشارت مصادر حكومية إسرائيلية أنها تمتد إلى ستة أسابيع ،ويتم خلالها الإفراج عن أربعين إسرائيليا محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى..
وفي الوقت الذى أوفدت وزارة الحرب الاسرائيلية وفدا خاصا إلى واشنطن، ليتفاهم مع القادة العسكريين الأمريكان حول سبل حماية المدنيين الفلسطينيين خلال اقتحام رفح، فإن نتنياهو قرر أن يوفد وفدا للتفاوض حول الهدنة المنتظرة في الدوحة.
وهكذا يبدو أن ثمة سباقا بين الهدنة وبين عملية اقتحام رفح.. وتمارس الإدارة الأمريكية ضغوطا في اتجاهات شتى للتوصل إلى الهدنة قبل انقضاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر.. وفي نفس الوقت لم ترفض تماما تنفيذ عملية اقتحام رفح، وإنما طالبت الإسرائيليين فقط بضمانات تخص حماية من يعيشون فيها الآن، ويبلغ عددهم 1,3 مليون فلسطينى..
وفي ذات الوقت فإن نتنياهو أكد أن عملية رفح سوف تتم سواء كانت هناك هدنة أو لم تكن هناك هدنة.. أى إنه عقد العزم على اقتحام رفح حتى بعد انقضاء الهدنة المقترح لها ستة أسابيع.. ولذلك يرفض أن تكون تلك الهدنة مرحلة في خطة لوقف القتال، وانسحاب القوات الاسرائيلية، ولو بالإشارة حتى إلى أن هذه الهدنة سوف تستثمر للتفاوض حول وقف إطلاق النار.
وهذا يفسر لماذا نتنياهو ليس متحمسا للهدنة، غير أنه قبل تحت ضغوط مختلفة للتوصل إليها منها ما هو داخلى من قبل أهالى الأسرى الإسرائيليين، ومنها ما هو خارجى تشارك فيها الإدارة الأمريكية بوسائل شتى، من بينها مشروع القرار الذى أعدته واشنطن في مجلس الأمن ويطالب بوقف فورى لإطلاق النار، وهى المرة الأولى منذ ستة أشهر من الحرب يتحدث فيها الأمريكان عن وقف فوري لوقف إطلاق النار ووقف عملية رفح.