مقالب رامز المهينة.. لماذا يقبلها المشاهير؟!
قبل عام تساءلت في هذا المكان: لماذا يقبل مشاهير الفن بمقالب رامز رغم علمهم المسبق بما قد يقع من مشاهد مروعة قد يلحقهم بسببها إيذاء أو مخاطر تترك في كل الأحوال آثارًا نفسية مدمرة على الصغار وذوي القلوب الضعيفة من المشاهدين؟!
صحيح أن مقالب رامز تحقق نسب مشاهدات عالية.. وهذا أيضًا يطرح سؤالًا آخر: ماذا حدث للمصريين.. ولماذا يقبلون على مشاهدة مثل هذه السخافات التي لا قيمة فيها ولا رسالة لها، بل بالعكس أرى أنها تجافي روح الشهر الكريم، روح العبادة والتقرب إلى الله خصوصًا في أيام صعبة اقتصاديًا، وأكثر صعوبة على أهلنا في غزة الذين تكالبت عليهم الأمم لتنهش فيهم دون رحمة تحت غطاء أمريكى وتماهى من الغرب المنافق وصمت عربي مخيب للآمال!
ما يحدث في برنامج رامز جلال يقتضى بعلماء الاجتماع والنفس دراسة ما يجري ووضعه في ميزان العلم لنعلم أسباب هذا التردى والتراجع في أذواق وأخلاق المصريين، وما تأثير ذلك على مستقبلنا؟!
رسالة سلبية
أما عن المشاهير الذين يقبلون طواعية الظهور مع رامز والقبول ببهدلتهم على مرأى ومسمع من الناس.. فهل يحدث ذلك بدافع حصد مزيد من الشهرة وهل هم في حاجة لمزيد من الشهرة أم أنهم يتقاضون أموالًا من الشركات الراعية للبرنامج.. والأهم ما الرسالة التي أراد رامز جلال ومن يمولون برنامجه توصيلها لمجتمعاتنا وماذا يريدون بالذهنية العربية وأجيالها الجديدة.. ما القيم التي يحاولون غرسها في نفوسهم.
منطق "الجمهور عاوز كده" مرفوض بالطبع فليس كل ما يريده المشاهد نافعًا.. وشتان بين ما يريده الناس وبين ما ينفعهم ويعزز قيم الخير فيهم.. وهل نجد برامج بمثل هذه التفاهة والسطحية وإثارة الفزع في أي دولة متقدمة تحترم مواثيق الشرف الإعلامي وقيم المهنة!
الإصرار على تقديم برامج مقالب وخصوصًا في رمضان يثير علامات استفهام عديدة لكن الأغرب أنه يصر على استضافة مصريين فقط ولم نر أحدًا من العرب أو الأجانب في برنامجه.. فلماذا هانت على بعض المصريين أنفسهم لهذا الحد حتى يقبلوا بإهانتهم وإذلالهم بهذا الشكل المروع؟!
ورغم أن المقالب كانت حاضرة في برامج أخرى في مصر خلال شهر رمضان، وهي برامج كانت خفيفة ترسم البسمة على الوجوه لكنها لم تكن بهذا الإسفاف والعنف الذي يثير الاشمئزاز والملل أكثر مما يثير من الجذب والإمتاع، ما دفع البعض لنقدها واتهامها بالسخافة والابتذال ونشر العنف والتنمر في المجتمع الذي خرجت تعليقاته الناقدة والناقمة إلى فضاء التواصل الاجتماعي.
برامج المقالب عنوان لمرحلة تستهل الكسب السهل السريع عبر جذب ملايين المتابعين ومن ورائهم ملايين الإعلانات، والأرباح الضخمة التي تتفوق في كثير من الأحيان على الدراما بأنواعها المختلفة.. لكن الأخطر ما تكرسه تلك المقالب من عنف بين الأطفال.
وهى مجرد نقل مشوه لثقافة غربية يغلفها الصخب وانفلات الصيحات والانفعالات حتى باتت تهديدًا للصحة النفسية للصغار، الذين يميلون إلى تعلم مثل تلك السلوكيات بالتقليد، وميل بعض مقدمي هذه البرامج لممارسات تعد أعراضا لاضطرابات نفسية، مثل التباهي بممارسة النفوذ أو النرجسية، ناهيك عما تثيره من أعراض القلق والتوتر ونوبات خوف وهلع واضطراب ما بعد الصدمة.. وفي كل الأحوال رسالة سلبية شديدة الخطورة.. فأين ضمائر من يصنعون تلك البرامج.. وهل يستقيم هذا مع روح الشهر الكريم!