أنا ولا أمك؟
هل هذا من العقل؟ أم هو الجنون؟ ولا هو حتى من الذكاء أن تضعى نفسك فى مقارنة مع امرأة وهبت له عمرها وصحتها وحياتها، وكان هو النفس الذى تتنفسه وحملته داخل أحشائها وهنا على وهن، وتمنت له السعادة وأهدته لك، وأنت أعتقدتى أنه بعد الزواج صار ملكك كاملا، ولكن في الحقيقة أنه له عائلته وهى كل حياته قبل دخولك بيته، فأمه على وجه الخصوص لا أحد في المجرة يستطيع أخذ مكانها..
فإذا كنت تنوين من البداية تقليب الزوج على أمه اعتقادا منك أنك سوف تبعدينه عنها وتحتلين كل حياته ووقته وتستحوذين عليه فأنت مخطئة ومذنبة، وإذا كنت تفكرين بهذه الطريقة فلا خير فيك، وإذا وافقك الرأى فلا خير فيه وسوف يأتى اليوم الذي يبيعك فيه أنت أيضا..
المرأة أو الزوجة التى تقارن نفسها بأم شريكها وتشجعه على البعد عنها وتضع نفسها في مقارنة هى إمرأة فاشلة نفسيا، وليس لديها ثقة بنفسها لإنها يجب أن تعرف في المقام الأول أنها مميزة وليس لها شبيه، ومكانها في حياة زوجها غير مكان أمه بالمرة..
وقد وجدت كثير من الأبحاث أن الزوجة التى تقارن نفسها بالأم وتحث الزوج على البعاد عن أمه، ودائما تمارس الضغط النفسي عليه عن طريق النكد واختلاق المشاكل فهى نفسيا لديها مشاكل تتعلق بالماضى، ولديها خيبات عاطفية متكررة ولا تتمتع بقدر عال من الذات السوية، ولا تحبذ الاختلاط الاجتماعي، وأيضا تكون لديها أكبر المشاكل وهى حب الامتلاك فهى تكون غير متزنة بالمرة..
ويجب على الزوجة أن تدرك أن دورها لا يقتصر على شحن زوجها بالمشاعر السلبية نحو أمه، وألا تسأله الاختيار بينهما، لإنك يا فاشلة لن تشعرى بالسعادة عندما يأتى الوقت عليك ويختار إبنك زوجته، الأم لا تعوض، ومن الذكاء أن تدركى هذا وتحثين زوجك دائما على الاهتمام بأمه وعدم التقصير في حقها، فبذلك تزداد مكانتك عند الجميع أما إذا حدث العكس وكنت السبب في بعده عن أمه، فأعلمى يا عزيزتى أن عجلة الحياة سوف تدور ومع مرور الأيام سوف تتذوقين من نفس الكأس.