الراية البيضاء هي الحل!
ومن العجب أن الاستسلام في بعض المواقف الحياتية والرضا بالأمر الواقع يريح العقل والقلب، لأن في محاولات التغير التى ينتهى أكثرها بالفشل تتراكم خيبات تحفر علامات سوداء في القلب لا تنسي أبدا، وقد تسوق الإنسان إلى اتخاذ قرارات تضره هو ومن حوله.
مهلا مهلا، هل أدعوكم إلى الانهزامية والخضوع؟ لا طبعا ولكن بعض المواقف في حياة الإنسان قد تتطلب ألا يجادل الإنسان مع الدنيا ويعتقد أنه سيحقق انتصارا، بالعكس فالذكاء هو قبول كثير من المواقف والتعامل معها بشكل هادئ وبذلك تحرز الهدف الأجمل في حياتك، دون اهدار كرامة أو رفع ضغط دم!
وهنا يكمن نوع الإستسلام الذي يعني في الحقيقة الفوز والتجاوز.. أنت بهذا التكنيك النفسي تتحايل على الموقف وتناوره، ثم إن ليس كل معارك الحياة تستحق أن يخوضها المرء، فمن الذكاء أحيانا ألا تخوض المعركة وأنت تعرف نتيجتها مسبقا.
رفع الراية البيضاء أحيانا يكون مطلوبا، لآن بعض الأشياء الحتمية في حياة الإنسان التى يريد أن يغيرها تكون صعبه التغير في بعض الوقت، وتستنزف عمر ووقت الإنسان دون أن يدرى وهو يحارب في جبهة واحدة، وبذلك يضيع عمره ووقته على تلك الجبهة دون الإستمتاع بباقى الحياة ولا الجوانب الأخرى منها، ولا حتى الفوز بمعارك أخرى..
فأحيانا يتطلب الأمر منا أن نضحك على الأمور لكى تسير إلى الأمام، ولكى نسيطر عليها وعلى انفسننا وتعويدها على الانصياع أحيانا إلى بعض الأمور في الحياة التى لو حاربناها سوف تأخد أكثر مما تعطى دون جدوى في النهاية.
وعلى غرار هذا فالإستسلام أحيانا يكون إيجابيا ونفوز من خلاله بوقت ومجهود وطاقة يمكن أن توضع فى موضعها الصحيح، طاقة الإنسان هى من أعظم ما يملك ويجب أن نفكر دائما في إستغلالها ولا تبدد دون فائدة، فالراية البيضاء تكون أحيانًا أروع الحلول وأذكاها وتكون دليلا على سعة أفق الانسان وليس إنهزامه أو إستسلامه..