رئيس التحرير
عصام كامل

وتبقى الآمال معلقة بتحرير الأقصى

تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا رئيسيا في جرائم الحرب التى يرتكبها الصهاينة ضد الإنسانة في قطاع غزة، من قتل ممنهج للمدنيين الفلسطينيين وتدمير المبانى والبنية التحتية وغزو المستشفيات واستهداف الصحفيين الذين ينقلون الحقائق ويكشفون جرائم الصهاينة أمام العالم كله، الذى يقف مكتوفى الأيدى ولا يحرك ساكنا لوقف المذابح التى ترتكب على مدار الساعة.. 

 

أمريكا تتلاعب بالتصريحات الوهمية وتبدى رغبتها في وقف الصراع العسكرى وحل الدولتين، بينما تدفع الصهاينة لمزيد من القتل وارتكاب المجازر وتجويع الأبرياء وقتل الأطفال والنساء، والمضى قدما نحو التهجير القسرى والإبادة الجماعية واسترجاع سيناريو نكبة 1948.. 

 

لقد استخدمت أمريكا حق النقض الفيتو مرة ثالثة منذ بداية الصراع العسكرى في السابع من أكتوبر الماضى، ضد مشروع جزائرى في مجلس الأمن بشأن حرب الصهاينة على غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية رغم تأييد 13 دولة عضوا فى المجلس وامتناع بريطانيا عن التصويت.. 

 

وبررت المندوبة الأمريكية الفيتو الأمريكى بأن طرح القرار في هذا الوقت لم يكن مناسبا؛ لأن قبوله يشكل تقويضا لجهود تبادل المحتجزين، مما أثار الدهشة والخجل من موقف أمريكا تجاه جرائم الحرب التى ترتكب ضد أطفال ونساء وشيوخ الفلسطينيين، ويمثل أبشع جرائم الحرب التى ترتكب فى العصر الحديث وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والإنسانية، والقوانين الدولية التى تحظر الإبادة الجماعية.. 

 

وقد قال ممثل الجزائر لدى مجلس الأمن أن رفض مشروع القرار يشكل موافقة على التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين، وهو ما نشهده من منع العدو الغاشم لكافة المعونات الإنسانية من الوصول إلى قطاع غزة.. 

 

 

العالم كله يدرك حجم المأساة ومدى خطورتها على الأحياء الذين يصارعون الأمراض التى أصابتهم، بسبب الجوع والماء الملوث والدواء المفقود والرعاية الصحية المتواضعة وأعداد القتلى فى الشوارع وتحت الأنقاض، وبرغم حجم المجازر التى ترتكب يقف بلا حراك أو موقف جاد دوليا لوقف نزيف الدماء التى سالت بلا رحمة من المدنيين بدعم أمريكى بريطانى عسكريا وسياسيا، ولكن تبقى الآمال معلقة بتحرير الأقصى من دنس الصهاينة.

الجريدة الرسمية