هذا هو سندك الحقيقي!

في الشدة يبحث الإنسان عمن يمد له يد العون، يبحث عن السند الحقيقي، دون أن يدرى أن أكبر سند هو إرادته، قدراته الكامنة فيه، ملكاته، إرادته هي خط الدفاع الأول، تمامًا كجهاز المناعة بالنسبة للجسد.. فماذا يفيد الأطباء والأدوية في مناعة معطوبة لا تقوى على مقاومة المرض؟!

 
إرادة المرء هي قوة خفية داخلية تجعله يأخذ خطوات واثقة لرسم مسارات حياته، وهي من أفضل النعم التي مَنّ الله بها على الإنسان.. كما أن الإرادة هي عمود النجاح، ولا يعرف النجاح من لا إرادة له، ويجهل الإرادة الشخص مُنعدم الضمير الذي لا عقل له ولا عزم ولا هدف.. 

فإذا عرفت أين تكمن قوتك الحقيقية سندك الأول في الحياة فلا أقل من البحث عنها وتنميتها روحًا وبدنا، فهي زادك الحقيقي في رحلة الحياة.. ولا حجة لك في اتهام الظروف تارة والآخرين تارة أخرى بأنهم عقبة في طريق نجاحك.. فالطريق إلى النجاح ليس مفروشًا بالورود، كما أن الورد لا يخلو من الأشواك!

القوة النفسية والإرادة

ولا تظنن أن هذه دعوة للاستغناء عن الأسرة أو الأصدقاء أو العلاقات الاجتماعية الناجحة فتلك مظنة واهية ليست من أهداف هذا المقال، ولا هي دعوة للانكفاء على الذات ولا لتمجيد الذات ولا حب الذات، فتلك أنانية مفرطة تفسد حياة الإنسان ولا تبنيها، فالإنسان كائن اجتماعي لا يمكنه العيش بمفرده، يحتاج لغيره تمامًا كما يحتاج إليه الآخرون.. 

يقول الله تعالى:" أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (الزخرف:32).

أحبب من شئت، واتخذ من شئت صديقًا وخليلًا ورفيقًا.. لكن لا تنس أبدًا أنك إذا وقعت فلن يقيمك وينقذك إلا إرادتك ورغبتك في مساعدة نفسك قبل البحث عن الأعوان حارج نفسك.. فاستعن بالله ولا تعجز.. واعتن بنفسك وأقبل عليها وإعرف أن الله استودعك السر الأكبر.

طبيب الإنسانية الذي أبكانا رحيله!

لماذا الوزير السياسي؟!

القوة النفسية هي الملاذ الحقيقي للإنسان، بها يتحدى ظروفه ويتجاوز عقباته.. بها ينتصر على أعدائه، ويحقق ما يريد.. وجوهر القوة النفسية هي الإرادة، والإرادة هي وقود القوة النفسية.. فابحث عن قوتك في نفسك، فالله تعالى قد استودعك مقومات قوة لو وضعت يدك عليها لكنت في حال أفضل، وما شكوت من ضعف أو خذلان.. أما إن كنت ضعيف الإرادة تعرضت للهزيمة، وأولى الهزائم التي تلحقك هي من صنع نفسك، فمن لم يملك زمام نفسه، فلن يفلح في تملك زمام غيره.