الاحتلال لا نهاية له !
بينما طالب كل الذين تحدثوا أمام محكمة العدل الدولية بأن الاحتلال الإسرائيلى يتعين أن ينتهى فورا ، وأن ينال الفلسطينيون استقلالهم، لأنهم الشعب الوحيد في العالم الذى لم يحصل علي استقلاله، فإن ممثل الولايات المتحدة أمس قال أمام محكمة العدل الدولية إن نهاية الإحتلال لا موعد لها.. أى إنه لا ضرورة لآن ينتهى الاحتلال الاسرائيلى للأراضى الفلسطينية فورا أو بشكل عاجل!
والمخجل أن ممثل أمريكا تجاهل أن عمر هذا الاحتلال امتد لعقود عديدة، ويمارس جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، ومستمر في الاستيلاء على أراضيهم وقتلهم وتجويعهم واعتقال أعداد كبيرة منهم، واضطهادهم بقسوة ومنعهم من ممارسة حق التنقل داخل أراضيهم، وتدمير مبانيهم ومنشآتهم والاستيلاء على أموالهم وتخريب مستشفياتهم ومزارعهم وطرقهم.
ومعنى كلام ممثل أمريكا أمام محكمة العدل الدولية أن أمريكا تكذب على العالم الذى تفرض نفسها قائدة له، حينما تتحدث عن حقوق الإنسان.. فإن أول حقوق الإنسان هو الحق في الحياة الكريمة، بينما إسرائيل تقتل الفلسطينيين بوحشية كما هو حادث الآن في قطاع غزة.
إن أمريكا تكشف بذلك عن وجه استعماري قبيح، حينما ترفض وضع نهاية للاحتلال الإسرائيلى للفلسطينيين.. وبذلك هى لا تصلح أخلاقيا أن تكون قائدة للعالم أو حتى مشاركة مع آخرين في قيادته
وبذلك تقدم أمريكا نفسها كدولة استعمارية عتيدة، وتفصح عن سعيها لفرض هيمنتها على غيرها من الدول عنوة.. فمن يؤيد احتلالا عنصريا بغيضا يشارك معه في جرائمه.