رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا محامي إسرائيل

أمس استخدمت الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن، لتمنع إصدار مشروع قرار تقدمت به الجزائر، لإقرار وقف إطلاق نار إنساني في غزة، أى لأسباب إنسانية، رغم موافقة ثلاثة عشر عضوا عليه وامتناع بريطانيا عن التصويت.. 

 

واليوم وقف ممثل أمريكا أمام محكمة العدل الدولية ليدافع عن إسرائيل، وما ترتكبه من جرائم بشعة ضد الفلسطينيين، منذ عدوان يونيو67، من اعتقال وتهجير لهم والاستيلاء على أرضهم، وبناء مستوطنات لليهود عليها، والآن تدمير منشآتهم وقتلهم وتجويعهم وحرمانهم من العلاج والمياه النظيفة والوقود والكهرباء.

  
والمخجل أن ممثل أمريكا بدأ مرافعته أمام محكمة العدل الدولية دفاعا عن إسرائيل بالطعن في مشروعية بحث جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، رغم أنها تفعل ذلك استجابة لقرار للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهو ما يُبين بجلاء عدم احترام أمريكا للمنظمة الدولية، وتجاهلها قراراتها.. 

ويبين أيضا أن أمريكا تبغى فرض إرادتها على العالم، وهذا ما بدا واضحا فى كلمات نائب الرئيس الأمريكى التى رددت كثيرا وصف بلادها بأنها تقود العالم، وبالتالى لها حق فرض إرادتها على دول العالم وشعوبها. 


والأكثر سخافة أن ممثل أمريكا برر رفضه أن تنظر المحكمة في جرائم إسرائيل، بأن ذلك يعطل تحقيق السلام في المنطقة، وهذا ما بررت به مندوبة أمريكا في مجلس الأمن استخدام الفيتو لمنع إصدار قرار بوقف إطلاق النار، بدعوى أن ذلك سوف يعطل التوصل إلى صفقة للإفراج عن الأسري. 

 


لكن المثير أن أمريكا باتت وحيدة تقريبا في الدفاع عن إسرائيل بهذا الشكل الفاجر، فحتى الأوروبيين بدأوا يبدلون مواقفهم، وهذا ما ظهر في موقف بريطانيا التى لم تجرؤ على رفض مشروع القرار الجزائرى واكتفت بالامتناع عن التصويت.

الجريدة الرسمية