ليس دفاعًا عن مرتضى منصور؟!
هل جرى شطب عضوية مرتضى منصور من نادى الزمالك إرضاء للكابتن محمود الخطيب رئيس النادى الأهلى.. وحتى لو كان شطب مرتضى منصور قانونيًا وفقًا للائحة كما يجرى الترويج له.. فهل هي مصادفة أن يتزامن ذلك مع زيارة الأخير لنادى الزمالك.. أم أن الأمر يختلط به شبهة مجاملة تعيدنا للسؤال: كيف تقبل إدارة الزمالك أن تفعل شيئًا كانت تعيبه على المستشار مرتضى منصور حين كان يقوم بشطب أحد أعضاء النادى من سجلات العضوية..
أليس ذلك عبثًا بصرف النظر عن صحة القرار وموافقته للائحة كما يقولون، وإذا الإدارة واثقة من صحة قرارها فلماذا تقول إن على مرتضى منصور أن يلجأ للقضاء إن أراد، ما دام قرارها صادف صحيح اللائحة والقانون.. أليست تلك ازدواجية ممجوجة ينطبق عليها قول الإمام الشافعي رحمه الله ورضى عنه: لا تنه عن خلق وتأتى بمثله.. عارٌ عليك إذا فعلت عظيمٌ.
صحيح أن تحسين العلاقة مع النادى الأهلى شيء طيب، فالأصل أن تكون العلاقة بين كل الأندية قائمة على المحبة والاحترام واستلهام الروح الرياضية؛ لاستئصال شأفة التعصب للأندية وما من عنف في المدرجات وتوتر بين الجماهير المحبة لناديها..
انظروا لما يحدث بين الأندية الأوروبية عقب كل مباراة، يذهب الفائز لتحية الخاسر ثم يتبادلون التحية بمنتهى الود والتحضر، وهو ما ينعكس على المدرجات سلمًا وهدوءًا والتزامًا بالأخلاق الرياضية العالية، فالرياضة وفي القلب منها كرة القدم في الأصل أخلاق قبل أن تكون لعبة شعبية يحبها الملايين!
وحسنًا فعل الكابتن محمود الخطيب بزيارته للنادى الزمالك الغريم التقليدي للنادى الأهلى، خصوصًا بعد فترة توتر سادت العلاقات بين رئيسي الناديين في عهد رئيس الزمالك السابق، وما جرى من تطاول ومناكفات لا لزوم لها..
لكن كان أولى برئيس الزمالك الجديد أن يتمهل أو أن يؤجل قرار شطب المستشار مرتضى منصور لما بعد هذه الزيارة حتى يتفادى شبهة التنكيل بمرتضى منصور إرضاء للخطيب الذي يتعامل بروح طيبة كرئيس للنادى الأهلى العريق كعهده عندما كان لاعبًا خلوقًا وصاحب شعبية وجماهيرية طاغية، فضلًا عن مهاراته وقدراته المتفردة داخل المستطيل الأخضر.
من حق مرتضى منصور أن يلجأ للقضاء لإنصافه من قرار الشطب، فالعدالة هي الضمانة الحقيقية للحفاظ على الحقوق، أي حقوق والقانون لابد أن يسود فوق الجميع؛ إذا أردنا شفافية وانضباطًا وإحساسًا بالأمان، فسيادة القانون هى أساس أي استقرار ومصداقية وأمان.
على رؤساء الأندية ورابطتها واتحاد الكرة ووزارة الرياضة أن تجتهد لإصلاح المنظومة الرياضية حتى تحافظ مصر على ريادتها الرياضية التي كانت مضرب الأمثال على مدى عقود وعقود، وأن تكيل بمكيال واحد، لضمان الشفافية والعدالة.. ووقف المهاترات التي تتسبب في سوء الأداء وتراجع المستوى، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات!