ماذا يمنع العرب؟!
ماذا يمنع الدول العربية ذات الثقل من الذهاب لمجلس الأمن للمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، خصوصًا بعد تهديد نتنياهو باقتحام رفح التي تؤوي أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، فلم تكتف تل أبيب بتهجيرهم من بيوتهم إلى قسوة العراء والبرد والجوع والعطش والمرض..
ماذا لو تحرك قادة 57 دولة عربية وإسلامية لمطالبة محكمة العدل الدولية بإلزام إسرائيل بوقف فوري لأعمال القتل والإبادة الجماعية في غزة، ونصرة المظلومين والمستضعفين من النساء والأطفال والمرضى الآن وليس بعد انقضاء مدة الشهر، التي منحتها المحكمة لتل أبيب حتى تتقدم بتقرير بما اتخذته من تدابير لمنع جرائم الإبادة الجماعية في القطاع المنكوب؟!
ماذا يمنع قادة 57 دولة إسلامية وعربية من المطالبة بوقف الحرب الغاشمة والبدء في مفاوضات جادة لإحلال السلام الشامل طبقا لقرارات الأمم المتحدة؟! ماذا يمنعهم لو ذهبوا للأمم المتحدة ليطالبوا مجلس الأمن بعقد جلسة فورية لمنع إبادة من بقى في غزة، ثم عقدوا مؤتمرًا صحفيًا عالميا داخل أروقة الامم المتحدة لإعلان ما ينوون اتخاذه من قرارات وإجراءات إذا لم توقف إسرائيل مذابحها بحق المدنيين العزل في غزة؟!
صمت دولي
الدول العربية هم أولى الناس بالدفاع عن قضيتهم المركزية؛ فلسطين المحتلة، وليس أقل من التلويح بوقف تصدير النفط للعالم لمدة أسبوع واحد، ومنعه عن دولة الاحتلال التي تمنع تدفق الدواء والغذاء والماء لأهلنا في غزة، وأنه حال استمرار القتال فإنهم مضطرون لإعادة النظر فى كل الاتفاقيات والعلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بما فى ذلك الصادرات والواردات والاستثمارات التي تربطهم مع اسرائيل والدول المؤيدة لاستمرار القتال والاحتلال.؟!
ماذا يمنع الدول العربية الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية من تقديم شكوى ضد إسرائيل وتوفير ما يحتاجه المدعي العام للمحكمة من دعم وأدلة لإنجاز تحقيقاته والبدء في محاكمة المسئولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.. وما أكثرها وما أوضحها في غزة؟!
ماذا يمنع الدول العربية وخصوصًا القادرة ماليًا من تقديم ما يلزم من مساعدات لمنظمة الأونروا لتتمكن من أداء مهامها الإنسانية المنقذة لحياة اللاجئين الفلسطينيين، بعد قطع أمريكا والغرب التمويل عنها لمجرد ادعاءات متهافتة لم تثبت حتى الآن صحتها؛ حتى بدت وكأنها محاولة لخنق المنظمة الأممية التي لا تطيقها إسرائيل الساعية لتجويع وتشريد أهلنا في فلسطين؟!
ثمة صمت دولي بائس ازاء ما تنوي اسرائيل ارتكابه في رفح باستهداف 1.4 مليون فلسطيني أو تهجيرهم خارج أراضيهم بلا رجعة.. فمن يلام غير العرب على الصمت.. الاستنكار فات أوانه.. والشجب لم يعد يليق بحجم الكارثة..
الشعوب تنتظر من قادتها ما هو أكثر من الرفض اللفظى.. تريد حركة على الأرض.. تريد التدخل لوقف حمامات دم لن يغفرها التاريخ.. وسيكون الحساب عليها أمام الله لا محالة هذه لحظة فارقة كاشفة حيث تمتلك دولنا العربية والإسلامية كل مقومات القوة والضغط.. لكنها للأسف لا تملك الإرادة لاستخدامها ضد إسرائيل ومن وراء وراءها..فماذا تنتظرون؟!