كيف نستعيد إنسانيتنا؟!
خيط رفيع بين الثقة والغرور، بين الاعتزاز بالنفس والكبر والتعالي، بين الإفراط في الأمل والإسراف في التقصير والتواكل.. لسانك عنوانك فتخيّر ألفاظك، فالكلمة مفتاح القلوب ورسول المحبة إذا كانت طيبة، وتدمر العلاقات إن كانت خبيثة..
الناس لن تعرف مكنون صدرك إذا لم تخبرهم بدخيلة نفسك بصدق؛ فالناس لهم الظاهر أما الباطن فلا يعلمه إلا رب القلوب الذي يعلم السر وأخفى.. فلا تخرج من فيك ما ليس فيك، وإعلم أن القول إما لك وإما عليك، وأن القول الطيب يقع في ميزانك عند الله فاحرص على أن يكون سجلك ناصعًا.. قل خيرًا أو اصمت.. وكما قيل "بلسانك ترتقي، تُحترم أو تُحتقر..فاختر ما شئت".
صلة الرحم
لا تنتظر منى ما لم تقدمه لي؛ لأنك لم تعد أنت، فلا تنتظر مني أن أبقى أنا؛ فالمودة ليست شيكًا على بياض، بقدر ما تعطي تأخذ، إلا في صلة الأرحام، فليس الواصل لها بالمكافئ؛ أي ينبغي لك ألا تقول "أصلُ من وصلنى وأقطعُ من قطعني" فهذا يتنافى مع مراد الله الذي يقول: "فَهَلۡ عَسَیۡتُمۡ إِن تَوَلَّیۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۤا۟ أَرۡحَامَكُمۡ"..
صلة الأرحام تجلب البركة في العمر والرزق.. فلا تتردد في صلة الرحم؛ فهي أفضل ما يتقرب به المرء لربه، يصلح به مجتمعه وتقوى به شوكته في وجه عدوه.. ولا تنس أن "جنة من غير ناس ما تنداس" هكذا تقول الحكمة الشعبية.
بعض القرارات رضا للعقل، وألم للقلب، لكن كفة العقل إذا رجحت هانت على النفس فاتورة الألم.. فاعقل وتدبر.. ولا تكن عاطفيًا أكثر من اللازم، فالقلب متقلب فاحذره على نفسك حتى تتحاشى الصدمات والخسائر.
أسوأ العقول هي من تحول الاختلاف إلى خلاف، واعلم أن اختلاف القلوب مقدمة طبيعية لاختلاف العقول، ولو دخل كل منا قلب الآخر، لأشفق عليه؛ ولهذا قيل إن كسب القلوب أولى من كسب المواقف، فإذا ملكت القلوب دان لك كل شيء، وإذا تنافرت ضاع كل شيء.
أسامحك على عشرة أخطاء مختلفة ولا أسامحك على نفس الخطأ مرتين، فالتكرار إما تعمد أو غباء وكلاهما أسوأ من الآخر.
الثقة كالحياة لا تُمنح لنفس الشخص مرتين؛ وثمة أشياء لو انكسرت لن تعود كما كانت أبدًا؛ وإذا كان هذا الزمن يغيّر حتى الأقارب؛ فلا عتب على الأصدقاء، وقد تغيّرنا كثيرًا حتى أصبحنا لا نعرف عن بعضنا سوى أننا على قيد الحياة فمتى نستعيد إنسانيتنا من براثن التكنولوجيا وكثرة الشواغل والتكالب على ملذات الحياة؟!