رئيس التحرير
عصام كامل

أهلًا بحسام حسن.. ولكن!

اتحاد الكرة أعلن إسناد مهمة تدريب منتخب مصر لحسام حسن، خلفًا للبرتغالي روي فيتوريا الذي جرى توجيه الشكر له بسبب إخفاق منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وبصرف النظر عن اختلاف ردود الأفعال إزاء هذا الاختيار، سواء من النقاد الرياضيين أو مقدمى البرامج الرياضية من المذيعين أو الجمهور.

بين مؤيد شغوف بمدرب وطنى يراه الأقدر على تفهم حالة اللاعبين المصريين ونفسيتهم وبث الحماسة والروح القتالية في نفوسهم، وحسام حسن في هذه النقطة تحديدًا يحمل روحا حماسية وطاقة لا يستهان بها، وبين متحفظ يرى أن حسام حسن لا يملك خبرة مع المنتخبات.

 

 

وأن الأندية مهما تكن قوتها وتاريخها تختلف بطبيعة الحال عن المنتخبات التي تحظى بأهمية أكبر لكل بلد، وتعتمد على استنهاض الروح الطوعية للاعبين أكثر مما تعتمد على الإلزام والعقاب حال الإخفاق والتقصير.. وبين رافض لتولى حسام حسن مهمة كبرى كهذه نظرًا لما صدر عنه، خلال مسيرته التدريبية، من تصرفات يراها البعض انفلاتًا لا يصح تكراره مع المنتخب.


وقد يكون لكل فريق من الثلاثة حق فيما ذهب إليه ومعه سند وجيه من واقع التجارب؛ الأمر الذي ينبغى لإتحاد الكرة أن يأخذه على محمل الجد، ويجتهد في احتواء انفعالات الشقيقين حسن ببنود واضحة ملزمة في عقدهما؛ حتى نضمن إخراج أفضل ما عند حسام حسن وهو بالمناسبة كثير، ونتحاشى حدوث أي سلبيات قد تضر بسمعة مصر ومسيرة منتخبها في المحافل الدولية وخصوصًا مع الفيفا.


ولعلى أتفق مع ما قاله شيخ النقاد الرياضيين طه إسماعيل الذي أعلن بلا مواربة أنه في صف حسام حسن، لكن عليه أن يعلم أن هناك أمورًا كان يفعلها مع الأندية لا تصح مع المنتخب مثل الخروج نوعًا ما عن النص، لا بد أن يعلم أنه يجب أن يكون أول المنضبطين حتى لا يتعصب اللاعبون نتيجة عصبية المدرب.

 

ومن المستساغ أن يحصل على فرصته، بعد أن عمل في أندية كبيرة وكثيرة ويمتلك خبرات، وكل اللاعبين مروا عليه ويحترمونه، ويجب أن تكون بدايته بها عدل مع الجميع، ومهم جدًا الإعلام، لابد أن يكسب الإعلام في صفه، ويكون عنده الهدوء وتقبل النقد.

 

حسام حسن وصوت العقل

ما من شك أن حسام يمتلك قدرة كبيرة جدًا على التحفيز، واللاعبون يحترمونه، فاللاعب عندما يشعر بأن المدرب نجم كبير جدًا هذا يساعد على تقبل المعلومات بصدر رحب، بالإضافة لإدارته للمباريات بشكل جيد.. لكن هناك أوقاتًا صعبة لابد أن يعمل لها حسام ألف حساب، وأن يغلب العقل على العاطفة والانفعال وألا ينساق وراء انفعالات شقيقه إبراهيم الذي نرجو أن يتحلى بالصبر والروح الرياضية والالتزام لأنه يحمل اسم مصر.

 

ومن ثم ينبغي للتوأم أن يعلما أن الإساءة إذا وقعت فهي تضر باسم مصر وسمعتها، وأن يلتمسا القدوة في المدرب العظيم الراحل محمود الجوهرى الذي لعب معه حسام في بطولة أفريقيا وحقق معه إنجازات كبيرة، وعليهما كذلك التماس ما كان يفعله المعلم حسن شحاته الذي حقق لمصر إنجازات قارية ودولية غير مسبوق.

 

نتمنى التوفيق للتوأم حسن ونتمنى أن يمنحهما الإعلام الرياضي فرصتهما كاملة ثم يبدأ الحساب دون العمل لحسابات شخصية هي أكثر ما تعانى منه الكرة المصرية والمنظومة الرياضية برمتها.


والرجاء الأكبر أن يتحسن أداء اتحاد الكرة الذي يتحمل وحده الجانب الأكبر من الإخفاق حتى تفوقت علينا بلدان أفريقية كانت حتى وقت قريب خارج السباق والمنافسة.. وأن يجتهد في تلطيف وتقوية العلاقة بين حسام حسن وكابتن منتخبنا محمد صلاح الذي ظلمه البعض في أمر إصابته التي تبين أنها قوية ومؤثرة وكانت تستلزم سفره لانجلترا، وأن يتعامل حسام حسن مع محمد صلاح بما يليق بتاريخ ومكانته في كل مكان، مع ضرورة التزام الأخير بتعليمات المدير الفني للمنتخب.

 


نتمنى أن يستثمر حسام حسن هذه الفرصة الذهبية ليعيد الإرادة القوية والروح القتالية للاعبي منتخب مصر، وأن يهتم بشيئين مهمين تعتمد عليهما الكرة الحديثة وهو يعلمهما جيدًا، أولًا استرجاع الكرة أسرع ما يُمكن.

ثانيًا الاستحواذ القوى، والتنظيم الجيد، والهدوء سواء داخل المستطيل الأخضر أو على دكة البدلاء أو غرفة الملابس وعدم الغضب، والتركيز على تعريف كل لاعب بدوره في الملعب، وتحقيق العدالة والشفافية في اختيار عناصر المنتخب دون التأثر بأسماء الأندية أو ضغوط الإعلام الرياضي الذي هو آفة المنظومة كلها.. فهل يصغى حسام حسن لصوت العقل ويتقبل النصح، والأهم هل يقبل النقد؟!

الجريدة الرسمية