اللهم ارحمنا من هؤلاء الخبراء!
ثلاثة أمور كشفت عنها أزمة النقد الأجنبي التى نعيشها منذ العام الماضي، وازدادت حدة مع بداية هذا العام، نظرا لأنه العام الأكثر أعباء للديون الخارجية المستحقة علينا من أقساط وفوائد.. أولها ارتباك حكومى مثير جدا في مواجهة الأزمة وصل إلى درجة العجز أحيانا عن اتخاذ إجراء لابد منه لتخفيض إنفاقنا من النقد الأجنبي..
وهو تخفيض استيرادنا من الخارج لعام على الأقل، والاعتراف الضمنى بالسوق السوداء للعملة بقبول البنك المركزى تمويل المستوردين وارداتهم من هذه السوق، بعد فرض عمولة عليها تزيد من تكلفة الاستيراد وبالتالى تزيد الغلاء أكثر.
والثانى هو قيام التجار بدور الذى يزيد نيران الغلاء اشتعالا بإسراعهم برفع أسعار السلع التى استوردوها بأسعار أقل للدولار من قبل، وتحقيق مكاسب باهظة على حساب المستهلكين، الذين يعدون الأضعف في معادلة السوق، لأنهم لا يجدون من يدافع عن مصالحهم المشروعة في الحصول على سلع وخدمات بهامش ربح مناسب ومعقول.
أما الأمر الثالث الذى كشفت عنه الأزمة فهو هؤلاء الخبراء الاقتصاديون الذين يطلون علينا على شاشات الفضائيات بذات روشتة صندوق النقد الدولى التى لا تراعى الأعباء التى ترتبها هذه الروشتة على أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة..
بل عندما وصل انخفاض الجنيه إلى أقصى درجة في السوق السوداء طالب بعضهم بتخفيض الجنيه من قبل البنك المركزى، بأكثر مما هو حادث في السوق السوداء، بدعوى أن ذلك ضرورى للقضاء على هذه السوق!
ولم تمض سوى أيام قليلة ليتوقف الانخفاض للجنيه ويرتفع الأيام الأخيرة.. وهذا يُبين أن هؤلاء لا يستحقون وصف خبراء اقتصاديين، مثلما هو الحال بالنسبة لهؤلاء الخبراء الاستراتيجيين الذين فرضتهم الفضائيات علينا ، وانطلقوا يحللون فينا وعلينا حتى أغرقونا تحليلات لا يصدق منها شيء عادة!
اللهم ارحمنا من الخبراء، سواء الاقتصاديين أو الاستراتيجيين واحم حكومتنا منهم!