ساخرون، حكاوي زمان.. حكاية أحمد رجب مع الموسيقار محمد عبدالوهاب ومية الطرشى
أصاب الناس هذه الأيام هوس الرجيم وسارع الجميع إلى التردد على أطباء التخسيس بداعٍ وبدون داع لالتماس النصيحة من أجل قوام رشيق وعدد قليل من الكيلوات، وفى كتابه “أي كلام” كتب الكاتب الساخر أحمد رجب مقالا بعنوان “أهل الريجيم” يقول فيه:
ما إن أقلعت عن التدخين حتى قفز وزنى من سبعين كيلو إلى ثلاثة وثمانين كيلو، فنصحونى بالذهاب إلى أخصائى فى علاج السمنة وامتدحوه كثيرًا، وعندما رأيت هذا الطبيب ارتفعت معنوياتى كثيرًا، فقد كان يزن 140 كيلو وبدوت غزالا رشيقا بالنسبة له..
كان الطبيب يتنفس بصعوبة من فرط ما يحمل على صدره من شحوم ولحم، وهو يحذرنى من تصلب الشرايين والسكر وحصوة المرارة وتعب عضلة القلب كتب لى الطبيب ريجيما قاسيا مجرد خضراوات مسلوقة لكنه أتاح لى اختيارها من الفاصوليا إلى البرسيم.
عند الحديث عن الأتعاب قال لى الطبيب إن كل كيلو أنقصه سوف أدفع مقابله عشرين جنيها، وثبت لى بذلك أن لحمى أغلى من لحم البتلو، حيث كان يبلغ 15 جنيها، وكل كيلو أزيده سوف أدفع عنه 25 جنيها. نصحنى الموسيقار محمد عبد الوهاب بأن أبعد عن الأطباء وأستعمل إرادتى فى التخسيس..
ودعانى إلى استخدام الريجيم الخاص به وقدم لى أرزا لكنه ليس أرزا، ولحما مفروما لكنه قريب من الشوفان. مضيت فى أكل هذه الأشياء وتيقنت أنها لا تزيد على كونها نشارة خشب، وفكرت أن أضع عليها كاتشب لكنه نهانى وقال: هذا ليس من الريجيم، وانهمك عبد الوهاب فى أكل فرخة مسلوقة..
فناديت على السفرجى أسأل عن مية طرشى أبلع بها، فصاح عبد الوهاب مستنكرا “أعوذ بالله مية طرشى” واقترح عليه عصر ليمونتين على الشيء الذى آكله، لكن وقفت النشارة فى حلقى وأنا أقول له أعطنى قطعة من فرختك، وهو يرفض تماما.
تعلمت من الأستاذ عبد الوهاب الدرس الأول فى قوة الإرادة فهو يستمتع برائحة الطعام المسبك دون أن يأكله، يميل على دقية البامية ويستنشق رائحتها مبهورا ويأكل الخضار المسلوق، ولكى أثبت لنفسى قوة الإرادة وضعت أمامى على المائدة فى بيتى فتة بالخل والثوم، والى جوارها طبق الخضار المسلوق الذى سأتناوله، وبدأت استنشق رائحة الخل والثوم والفتة، وشعرت بالراحة بعد الصراع فقد أكلت طبق الفتة.
أدركت كم هو الإنسان بائس الذى يطبق ريجيم فى بلادنا فهو يتعرض لحرب كيميائية رهيبة أمام تقلية الملوخية، أو فتة بالخل والثوم، وهى غازات تدمر غازات الريجيم فى المخ وتحدث شللا فى عصب الإرادة فينهار الإنسان..
وأتساءل هل يمكن احترام الريجيم فى بلادنا ونحن نحتفل بالأكل على هذه الصورة فجعلنا منها مصدرا للاحتفال بالمناسبات، واعتبرنا الأكل رمزا للمودة والصفاء فحلفنا وحياة العيش والملح، حتى اغانينا حشروا فيها كل ألوان الطعام ابتداء من أكلها جبنة وزيتون وتعشينى بطاطا، وإن شاء الله آكل أنا عيش حاف، بعد شهور بدأ وزنى ينقص كيلو ورا كيلو دون طبيب ولا ريجيم فقد اكتشفت طريقة تسم البدن هى الجلوس أمام التليفزيون.