لمصلحة من الهجوم على صلاح؟!
لا أدرى لمصلحة من الهجوم على لاعبنا الدولى محمد صلاح؛ فالرجل خرج مصابًا من مباراة منتخبنا أمام نظيره الغاني، والقول الفصل هنا لطبيب المنتخب وللأشعة التي أجراها صلاح لتقول لنا بوضوِح لا لبس فيه: هل محمد صلاح مصاب أم لا.. وإذا كان مصابًا فهل يحتاج علاجه للسفر إلى إنجلترا لتلقي رعاية طبية وعلاجية في ليفربول أم لا؟!
وإذا كان طبيب المنتخب قد أكد أن سفر محمد صلاح للعلاج في ليفربول أفضل من بقائه في كوت ديفوار.. فالعبرة بالإمكانيات العلاجية المتقدمة التي تحقق نتائج أفضل تساعد في تسريع الشفاء لصلاح.. فلماذا هذا اللغط وقد بقي محمد صلاح على دكة البدلاء مع المنتخب حتى ضمن التأهل لدور الستة عشر، متعادلًا بشق الأنفس مع منتخب الرأس الأخضر بنفس نتيجة المباراتين السابقتين..
وتلك نتائج متواضعة جدًا لا يتحملها محمد صلاح ولا اللاعبون الذين بذلوا أقصى ما عندهم وإنما يتحملها الجهاز الفني الذي لم ينجح رغم تحسن مستوى الفريق في علاج الثغرات الخطيرة في الدفاع!
الهجوم على صلاح
الهجوم على محمد صلاح بسبب سفره إلى إنجلترا لاستكمال علاجه لا يصب لا في صالح المنتخب ولا في مصلحة صلاح، الذي لم نجرب عليه من قبل هروبًا من المسئولية ولا تقاعسًا عن أداء واجب وطنى مع المنتخب؛ بل العكس هو الصحيح؛ فأرقام اللاعب وأهدافه مع المنتخب سواء في بطولات أفريقيا أو كأس العالم خير دليل على تفانيه في خدمة بلاده..
كما أن تحقيق نتائج إيجابية مع منتخب بلاده سيرفع درجاته في التصنيف العالمي ويؤهله لحصد جوائز دولية رفيعة يصعب إحرازها بغير إنجاز كبير في بطولة قارية مهمة كبطولة الأمم الأفريقية التي هي الأقوى عالميًا بعد كأس العالم وأمم أوروبا.. فماذا يستفيد صلاح من ترك المنتخب إذن؟!
ثم إن لاعبنا الخلوق محمد صلاح يحرص على الحفاظ على صورته الطيبة أمام جماهيره ومحبيه هنا وخارج هنا، وثمة حفاوة واهتمام كبير بالمنتخب من كل المصريين وعلى رأسهم الرئيس السيسي الذي زار معسكر المنتخب قبل سفره إلى كوت ديفوار للشد من أزره ودعمه لإسعاد الجماهير المصرية.. فكيف ينسى صلاح كل هذا ولا يعبأ بما تعلقه مصر عليه من آمال في إحراز لقب غاب عنها منذ 14 عامًا بالتمام الكمال؟!
شهادة اتحاد الكرة
اتحاد الكرة خرج ببيان على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي يقول فيه بوضوح: "بعد إجراء فحوصات إضافية لمحمد صلاح خلال الساعات الأخيرة وبعد التواصل بين الجهاز الطبي للمنتخب ونظيره في نادي ليفربول تم الاستقرار على عودة اللاعب لإنجلترا عقب مباراة الرأس الأخضر لاستكمال علاجه"..
أفلا يكفي ذلك للرد على المشككين والمتنطعين والمتطاولين على صلاح.. فإذا ثبتت إصابة صلاح؛ وهي قطعًا ثابتة بشهادة اتحاد الكرة، فلتسكت الألسنة؛ ولتحشد جهودها لمؤازرة المنتخب بدلًا من الهجوم على محمد صلاح الذي لا يصح أن نسكت على محاولات تشويهه وهدمه كرمز وسفير للكرة المصرية في أوروبا كلها..
صحيح أن غيابه سيؤثر حتمًا على المنتخب لكن من يدري لعلها فرصة لميلاد محمد صلاح جديد يخرج من رحم التحدي، ثم إن لدينا لاعبين أكفاء ومهاريين يمكنهم بمزيد من الجهد والخطة التدريبية الرشيدة والواقعية المبنية على قراءة واعية بقدرات كل لاعب ونقاط ضعف الخصوم وقوتهم أن تقدم مصر نتائج أفضل تعبر بها للأدوار النهائية وتحقيق كأس البطولة.
في منتخبنا القومي رجال يستطيعون إحراز الأهداف مع محمد صلاح ومن دون صلاح الذي لا ذنب له في الإصابة والغياب.. ما ينقصنا فقط هو روح قتالية عالية داخل المستطيل الأخضر مع خطة فنية متميزة من مدرب نرجو أن يستيقظ ويستمع لما يقوله خبراء وطنيون يرون ما لا يراه وتشجيع متواصل للفريق..
أما صلاح فيجب الكف عن الخوض في سيرته بغير دليل ولا بينة؛ حتى لا نهدم حلما جميلًا قد لا يتحقق مرة أخرى في المدى المنظور! يبقى أن نهمس في أذن بعض مذيعى البرامج الرياضية ولاعبى الكرة السابقين الذي لم يحققوا معشار ما حققه صلاح الذين يحاولون الصعود على أكتافه.. كفاكم ابتزازًا وهدمًا للرموز!