رئيس التحرير
عصام كامل

ليس دفاعًا عن صلاح!

لا مبرر للهجوم على لاعبنا الدولى محمد صلاح؛ فهو ليس مسئولًا أبدًا عن سوء أداء منتخبنا القومي في مباراتيه أمام موزمبيق وغانا في بطولة أفريقيا بساحل العاج؛ وإنما المسئول الأول والأخير هو المدير الفني للمنتخب وجهازه المعاون ومن قبله اتحاد الكرة الذي لم يحصد منتخبنا في عهده أي بطولات رغم أنه ثاني أكثر منتخبات أفريقيا تتويجًا ببطولاتها القارية بعد المنتخب النيجيري.


صحيح أن صلاح لم يكن في أحسن حالاته في المباراتين اللتين انتهتا بالتعادل بنفس النتيجة (2/2) أمام موزمبيق وغانا بعد أداء بدا هو الأسوأ لمنتخبنا؛ فلا خطة  ولا شخصية واضحة لمنتخبنا العريق تاريخيًا ولا انسجام بين الخطوط ولا قدرة على الوصول لمرمى الخصوم عبر جمل تكتيكية.. 

 

اللهم إلا أداء فرديًا اجتهد به بعض اللاعبين أمثال مصطفى محمد وعمر مرموش وتريزيجيه وحافظوا من خلاله على ماء الوجه بالوصول للتعادل، الذي جاء بطعم الخسارة ليشعل القلق على مصير منتخبنا، الذي افتقد أدنى شروط الفوز وتاه في الملعب وفقد نصف قوته بسبب سوء الأداء الفني للمدرب البرتغالى روي فيتوري، الذي لا أدرى على أساس جرى اختياره لتولي مسئولية منتخبنا القومي.. 

أزمة المنتخب المصري

فليس في سيرته الذاتية ما يقول إن لديه خبرة في المنتخبات الأفريقية، ولا في حصد البطولات القارية، وبدا تائهًا ذاهلًا عما يجري لفريقه الذي بدأ مباراة موزمبيق بتهديف مبكر لم يفلح في الحفاظ عليه بدفاع قوى وخطوط متقاربة.


فما ذنب صلاح الذي لم يطلب تغييره من قبل في أي مباراة دولية لمصر، وهو في صدارة الهدافين وصانعي الأهداف مع المنتخب، تاليًا لحسام وأحمد حسن.. ورغم أنه أصيب في العضلة الضامة منذ الدقيقة 26 من عمر المباراة لكنه لم يطلب التغيير إلا قبل انتهاء الشوط الأول بدقيتين حين تأكد له أن لن يستطيع استكمال المباراة.. 

 

فماذا فعل المدير الفني للمنتخب إلا التعجل بتغييرات مرتبكة وخطة أقل ما فيها أنها نزعت الشخصية عن فريقنا وجعلته في موقف الضعيف المدافع؛ فلا أفلح في أن يكون مدافعا صلبًا كما فعل كوبر ولا في بناء هجمات منظمة مع دفاع متماسك كما فعل سلفه كيروش.. فأين بصمة فيتوريا.


ولا يتعلل أحد بأن أداء منتخبنا تحسن واستفاق بعد خروج صلاح؛ وقد يكون ذلك صحيحًا لكنه ليس بسبب خروج صلاح وإنما لأن لاعبي المنتخب وجدوا أنفسهم في مواجهة المجهول فاستحضروا الروح الغائبة واستنهضوا العزيمة المفقودة واعتمدوا على فكرهم هم وليس خطة مدربهم، وضاعفوا مجهودهم في الملعب حتى أدركوا التعادل بشق الأنفس.. دون أن يكون لمدربهم أي بصمة واضحة في تحسن أدائهم.


يمكننى القول بضمير مرتاح إن أزمة منتخبنا الحقيقية هي فكر المدرب وخطته المفلسة؛ فلم نشعر أنه درس الخصوم بقدر ما درسوه وقرأوه أكثر مما قرأهم واستعدوا له وعطلوا مفاتيح لعبه أكثر مما فعل هو معهم حتى يمكن القول بهدوء أنه أفقد لاعبي المنتخب نصف طاقتهم بسوء توظيفهم في المراكز الصحيحة.. 

 

وأبسط دليل على ذلك الأهداف الساذجة التي منى بها الشناوى والارتباك الخطير لخط دفاعنا.. فلا تلوموا النني ولا عبدالمنعم رغم أنهما لم يكونا موفقين ولا في أحسن حالاتهما.. ولا تتحاملوا على صلاح.. فهو لاعب لم تنجب مصر مثله وهو رمز وفخر لنا وسفير للكرة المصرية في أوروبا.. فليس ذنبه أنه لم يجد مدربًا ولا لاعبين بنفس مستوى وكفاءة يورجن كلوب ورفاقه في ليفربول.. حافظوا على الرموز ولا تخلطوا الأوراق على السوشيال ميديا وفي منصات الإعلام وقنواته!

الجريدة الرسمية