خمس دقائق من النسيان
على الإنسان أن يدرب عقله ويدرك جيدا إن أي سعادة دنيوية هي مخدر موضعي، وهذه حقيقة، وأن السعادة الصادقة هي بضع ساعات أو ربما أيام، لأنها دنيا وليس من قوانين الدنيا الراحة الأبدية أو دوام الحال.. وبالتالي إن آمنت بهذه القاعدة مبدأيا، لن تجهد نفسك في البحث عن كنز ليس له وجود على أرض الواقع.. ومن ثم تشتري راحة بالك وعقلك..
يجب أن تتوقف عن عقد المقارنات التي لا طائل لك منها، وأن تؤمن بأن الرزق مكفول لصاحبه وما للإنسان إلا الأسباب، فلكل منا حظه من هذه الدنيا وأن الحظ والقدر ليسا مرتبطان دوما بسعادة الإنسان بقدر ارتباطه بمنزلته في الجنة وهي الأبقى.
تعلم أن تعيش اللحظة، افرح بما يرضي الله ولا تفكر في دقيقة واحدة بعد هذه اللحظة.. فقد أوصانا الدين الكريم بألا نفرح فرحا مبالغا فيه ولا نحزن حزنا مبالغا فيه أيضا، فالاعتدال هو سمة التوازن المزاجي والعقلي والسلوكي.
لا تتعلق بالأشياء تعلقا جنونيا وبالتالي عندما تفقدها -وهذه سنة الحياة أيضا- لا تتألم تألما يؤدي بك إلى المرض.. تواضع ولا تتكلف ولا تزهو بالمظاهر، وتعلم أن تحب في الله وتسعد بالله، فإيمانك بهذا يغنيك عن سعادة الدنيا بأسرها.
كن على ثقة بأن لكل شيء قدر ولكل سبق حادثة والمسببات تؤدي للنتائج ولا يوجد شيء صدفة، فعليك أن تحكم زمام أمورك قدر الإمكان، وعلى قدر نيتك وعطائك ترزق، فلكل مجتهد نصيب.
تعلم أن تجعل السعادة هي التي تطرق على بابك، ولا تكن دائما أنت من يخطط ويلهث وراءها، إجعلها تأتي لك صدفة ومفاجأة على غير توقع، صدقني لها طعم مختلف!