صدقني.. لها حقا طعم مختلف!
يفتح الإنسان عينه على هذه الدنيا وهو يبحث عن السعادة! بداية من سعادة استيفاء متطلباته الحياتية واستقراره إلى أسمى درجات الأهداف.. فكل ما يقوم به من أفعال سواء أكانت فطرية أو مكتسبة، إرادية أو لا إرادية، واعية أو في اللاوعي، فهي تنتهي إلى نفس الهدف والغاية ألا وهو السعادة وفقط.
حتى من يسعى جاهدا إلي تحقيق التوازن بين الدين والدنيا، فهدفه أيضا هو أن ينل رضا الله تعالى، فيرزقه الله الجنة وهي السعادة الأبدية! وبالتالي فإن السعادة يبدو أنها جزء لا يتجزأ ولا ينفصل من التكوين الجسدي والنفسي للإنسان، وأنها السر الأعظم لاستقامة حياته وصحته وأنها بلا شك أعظم مكافأة يمكن أن يكافئ بها الله عبده.
ولكن، كم منا حقا يدرك معنى السعادة الحقيقية؟ وكم منا حقا يبحث عنها بجدية؟ وكم منا استطاع أن يصل إليها؟ وهل استطاع أن يحافظ عليها بعد وصوله؟
فإن كان الجميع يبحث عن السعادة ويعتقد بأنها المنتهى الأبدي للرضا والهدوء النفسي، فهل منا من يدرك أن هذه السعادة الدنيوية هي أيضا ينقصها الكثير!
فالسعادة الدنيوية ينقصها الدوام والاستمرارية والاستقرار والثبات وعدم التقلب، ينقصها أن تحل مع إنتهاء مشكلات الإنسان جميعها ولا تصبح فقط كالمسكن أو المخدر الموضعي المؤقت! ينقصها مصدرها، وأن يدرب صاحبها نفسه على أن يرزق السعادة الحلال ولا تكن سعادته منصبة على المعاصي!
فالذي يبحث عن السعادة، يفتقر حقا الطريقة السليمة للبحث عنها، فهو يبحث عن مال، سلطة، شهرة، زوجة، أبناء، سفر وغيره الكثير من متاع الدنيا الزائل، وكلما يصل إلى محطة منهم بعد شغف وعمر طويل من البحث، يكتشف أن ليس سعيدا بعد! أو لم يعد سعيدا أصلا! وأن ما حققه كان شيئا عاديا جدا! وأن هناك من هم أسعد منه على هذا الكوكب!
وبالتالي، ف السعادة التي قضى عمره كله سعيا وراءها هي في أول محطة من الاختبار والابتلاء!
وهذا لأنه في كتالوج البحث عن السعادة لابد وأن يتخذ الإنسان العديد من الخطوات كي يصل إلى الرضا الذي هو أكثر بقاء ودواما من السعادة ولا يتغير بمرور العمر وتقلب الحال!