100 يوم
100 يوم وما زال العدوان الوحشي ضد أهل غزة وحرب الإبادة لهم مستمرة لم تتوقف سوى أسبوع واحد كان بمثابة هدنة مؤقتة لتبادل الأسرى.. ولا يعرف أحد متى يتوقف هذا العدوان وتنتهي هذه الحرب.. فإن قادة إسرائيل يصرون على استمرارها لعام أو بضعة أشهر قادمة على الأقل، حتى وإن اضطروا إلى خفض وتيرتها وسحب بعض وحداتهم العسكرية من أراضي قطاع غزة.
وخلال المائة يوم بلغ ضحايا هذا العدوان الوحشي نحو مائة ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح ومفقود.. وهذا الرقم مرشح للزيادة بالطبع مع استمرار هذه الحرب التي أخفق المجتمع الدولي في وقفها بسبب الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل الذي لم يتوقف ولم يتراجع رغم بعض الانتقادات العلنية الأمريكية للحكومة الإسرائيلية بخصوص كثرة الضحايا الفلسطينيين من المدنيين..
فحتى الآن تعطل أمريكا صدور قرار من مجلس الأمن لوقف الحرب.. بل إنها عملت على توسيع نطاق الحرب التى صدعتنا بتصريحات مسئوليها المحذرة لتوسيع نطاق الحرب.. فهي قامت بهجوم ضد أهداف يمنية تحت سيطرة الحوثيين، وهو ما يمد نطاق الصراع العسكري إلى البحر الأحمر، ويدفع بأطراف أخرى للانغماس في هذا الصراع.
وعلى الرغم من مرور مائة يوم دمرت فيها إسرائيل سبعين في المائة من مباني قطاع غزة وتشريد تسعين في المائة من سكانه وتجويع كل أهله، فلم تحقق فيها أي هدف من أهدافها الاستراتيجية المعلنة لتلك الحرب.. فلا هي أفرجت عن الأسرى ولا قامت بتصفية حماس ولا أيضًا تخلصت من أهالي غزة بالتهجير القسري نحو سيناء أو أي مكان آخر..
بل وجدت إسرائيل نفسها متهمة بارتكاب جرائم الإبادةَ ضد الفلسطينيين وتحاكم أمام محكمة العدل الدولية ومهددة بالإدانة، وتواجه رفضًا عالميًّا لعدوانها الوحشي يترجم في مظاهرات لا تتوقف ضدها وتتضمن إدانة لها.. أي وجدت نفسها معزولة محاصرة رغم الدعم الأمريكي لها وعدد من الدول والحكومات الأوروبية..
وبهذا المعنى إذا استمرت إسرائيل في عدوانها الوحشي مائة يوم أخرى لن تحقق أيضًا شيئًا سوى مزيد من الازدراء العالمي وكراهية شعوب العالم.