تكريم الدحدوح لا يكفى !
حسنا فعلت نقابة الصحفيين حين قررت منح وائل الدحدوح مراسل الجزيرة في غزة جائزة حرية الصحافة، تقديرا لصموده في الميدان لأداء رسالته في كشف جرائم الإحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة.. وائل الدحدوح لم يكد يفيق من صدمة فقدان أفراد من عائلته بقصف إسرائيلي غاشم جبان استهدف منزلهم منذ أسابيع حتى تجرع مرارة فقدان إبنه الصحفي الشاب حمزة الدحدوح الذي لم يمض على زواجه عامان..
وائل الدحدوح يستحق أكثر من التكريم.. يستحق النصرة لمن بقي من أهله.. لكن التكريم أقل ما يمكن أن نقدمه لواحد من رموز الصمود والنضال الفلسطيني.. ويكفي ما تلقاه غزة من خذلان عربي لم يستغل فرصة تاريخية لا تتكرر وهى ضعف إسرائيل وتمزقها من الداخل..
جائزة وائل الدحدوح أقل ما يمكن أن نقدمه لأبطال المقاومة.. أخيرا تحركت مؤسسة عربية لتقول لأهل غزة نحن معكم.. نقدر ضحياتكم نتألم لآلامكم نشد على أيديكم بقدر ما نستطيع.. ويبقى السؤال: أليس الظرف الراهن بكل ما يقدمه من شواهد ودروس يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن العرب وغير العرب سقطوا عبر عقود في أوهام أسطورة الجيش الذي لا يقهر بينما هو في الحقيقة أوهن من بيت العنكبوت..
جنوب أفريقيا تنتصر للقيم الإنسانية
يتجرع جيش الإحتلال ساعة بعد ساعة كأس الذل والمهانة على أيدي مقاومة قدمت للعرب فرصة تاريخية لاستعادة الحقوق المنهوبة، لكنهم أبوا إلا أن يفرطوا فيها بل لعلهم بصمتهم وتقاعسهم يمنحون دولة الإحتلال فرصة لاستعادة التوازن والقوة، بمساعدة أمريكا حتى إذا ما تحقق لها ذلك -لا قدر الله- فلن تتردد في التهامهم جزءا بعد الآخر.
المفارقة أن دولة لا هى عربية ولا هى إسلامية وهى جنوب أفريقيا تصدت لجرائم إسرائيل واختصمتها في دعوى أمام محكمة العدل الدولية التي تعتزم النظر فيها بعد أيام.. ولم نسمع أن دولة عربية أو إسلامية انضمت لجنوب أفريقيا في دعواها التي تصدر عن حس إنساني ووازع أخلاقي يشيع القلق في ثنايا المجتمع الإسرائيلي بقدر ما يثير الرثاء والحسرة على ما آلت إليه أحوال أمة المليار!
جنوب أفريقيا تنتصر للقيم الإنسانية وتطبق مبادئ نيلسون مانديلا الذي أدهشنا بموقفه حين قال إن حرية بلاده التي عانت الفصل العنصري ستظل منقوصة حتى تحصل فلسطين على حريتها! ماذا قدمت أكثر من 50 دولة إسلامية اجتمع قادتها ثم انفضوا دون أن ينفذوا توصية واحدة صدرت عن قمتهم التي جاءت متأخرة عن العدوان على غزة بأكثر من شهر كامل؟!
ويخطئ من يظن أن طوفان الأقصى مسئول وحده عما يجري لأهل غزة وأن صمود أهلها في وجه آلة التوسع والاحتلال يصب في صالح الأشقاء في فلسطين وحدهم.. فتل أبيب لا تخفى نواياها الاستيطانية وتصريحات متطرفيها لا تخفي أهدافهم ومخططاتهم الشيطانية الساعية لتهجير الفلسطينيين قسرا أو طوعا..
ولا يتورع قادة إسرائيل عن تنفيذ مخططاتهم الشيطانية حتى ولو باستخدام القنبلة النووية ضد أهلنا في غزة كما صرح بذلك وزير التراث الإسرائيلي المتطرف.. فما ينتظر العرب حتى يتحركوا وما منعهم من دعم جنوب افريقيا.. وما يمنعهم من التلويح بقطع إمدادات النفط وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإحتلال؟! صدقوني التاريخ لن يغفر هذه السقطة.. فاعتبروا يا أولى الأبصار.