كونسلتو لعلاج التضخم!
من حق الدكتور مصطفى مدبولى أن يذكرنا بما تقدمه الحكومة لنا من دعم، سواء في الكهرباء أو سلع البطاقات أو رغيف الخبز أو حتى في العلاج على نفقة الدولة.. لكن من حق المواطنين أيضا أن يذكروه بأن الغلاء صار قاسيا بالنسبة لهم.. فهم يشترون السلعة اليوم بسعر ويشترونها الغد بسعر أعلى.. وهذا حدث رغم كل الدعم الذي تقدمه الحكومة لنا والذي ذكرنا في تصريحاته أنه في ازدياد.
إذن هذا الدعم الذي زاد ويرهق الحكومة وجعلها تقرر التخفف من بعضه لم يحقق السيطرة على التضخم وتقليص الغلاء الذي أصابنا منذ العام قبل الماضي.. وبالتالي يتعين علينا أن نبحث عن إجراءات أخرى وسبل جديدة لمواجهته وتخفيف وطأته على المواطنين، وهذه هي مسئولية الحكومة بالطبع التي تتحملها..
فهي تدير شئون البلاد لتوفر مستوى معيشيا مناسبا لعموم المواطنين.. ولا مجال هنا لآن يقال لنا إنه لولا هذا الدعم لكانت قسوة الغلاء أكبر وأكثر حدة.. فهذا ما لا ينتظر المواطنون سماعه، وإنما ينتظرون سماع وعودا بأن هذا الآلم سوف يتراجع يوما بعد آخر من خلال تطبيق خطة تستهدف ذلك، حتى يصل معدل التضخم في العام بعد القادم إلى 10 في المائة فقط.
ويا حبذا لو اهتمت الحكومة بما طرح في الحوار الوطني من أفكار محددة لعلاج التضخم والتخلص من الغلاء.. وإذا كان الأمر يقتضي استئناف الحوار الوطني بمناقشة هذه المشكلة تحديدا فلنفعل ذلك.. فإن الغلاء يحتاج الآن لما يحتاجه المريض بمرض شديد لكونسلتو من الأطباء للتوافق على خطة العلاج لهذا المريض.