رئيس التحرير
عصام كامل

وعي أطفال غزة

الملاحظة الجديرة بالرصد والاهتمام هي ارتفاع وعي أطفال غزة الذين يلتقيهم مراسلو الفضائيات أحيانا.. هم يتحدثون مثل الكبار عن العدوان الوحشي الذي يتعرضون له، وحرب الإبادة التي يشنها الإسرائيليون ضدهم، والحصار المميت الذي فرضته إسرائيل عليهم، وحرمتهم خلاله من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود.. 

 

وهم يؤكدون أنهم صامدون مهما تعرضوا له ومهما سقط من شهداء ومصابين وأنهم متمسكون بالبقاء في أرضهم، ولن يرحلوا عنها كما تدفعهم قسرا قوات الاحتلال.


أطفال غزة يعون ما يتعرضون له مع أهلهم الآن في غزة.. ولذلك سوف يثأرون لأنفسهم ولذويهم وأحبائهم حينما يكبرون مهما طال الزمن.. وإذا تمكنت إسرائيل من النيل من حماس الآن أو مستقبلا كما تخطط لذلك، ستولد أكثر من حماس في الأراضي الفلسطينية، ستحمل السلاح وتستخدمه ضدها، ولن تنتهيَ الحرب الفلسطينية الإسرائيلية إلا بعد أن ينال الفلسطنيون استقلالهم ويتحررون من  الاحتلال الإسرائيلي البشع ويؤيدون دولتهم المستقلة.

 
وهذا ما لا تدركه إسرائيل ولا يعيه قادتها الآن ولذلك يتمادون في وحشيتهم وانطلقوا يدمرون ويخربون ويحرقون ويقتلون ولا يراعون لا قوانين الحرب ولا يكترثون بالاستهجان العالمي الذي يتزايد لوحشيتهم..

 

 رغم أنهم مارسوا هذه الوحشية عدة مرات ضد أهل غزة على مدى عقدين من الزمان ولم يتوقف الفلسطينيون عن مقاومتهم ومواجهتهم بشجاعة وقوة تتزايد دوما، حتى بلغت الذروة في السابع من أكتوبر الماضي.

 


لذلك حتى لو أحرزت القوات الإسرائيلية بعض أهدافها المرصودة لها في غزة، وهو المتعذر حتى الآن، فإنها سوف تفاجأ مستقبلا بنزاع جديد من الفلسطينيين.. إن أطفال غزة الذين سوف ينجون من القتل لن ينسوا ما عاشوه وشهدوه من بشاعة ووحشية، وسوف يتحول الكثيرون منهم إلى مقاتلين شرسين ضد الاسرائيليين، ولن ينقذ إسرائيل منهم سوى إنهاء احتلال أراضيهم والاعتراف باستقلالهم. 

الجريدة الرسمية