رئيس التحرير
عصام كامل

الإنسان الحقيقي ودعاوى الغرب الكاذبة!

الإنسان الحقيقي، لا يفكر في الدنيا التي يرتمي عليها طُغمة الناس، هو لا يمكن أن يصبح سيدًا بأن يكون مملوكًا، ولا يبلغ سيادة عن طريق عبودية، ولا ينحني كما ينحني الدهماء، ويسيل لعابه أمام لقمة أو ساق عريان أو منصب شاغر، فهذه سكة النازل لا سكة الطالع.. 

 

هكذا لخص لنا المفكر الراحل الكبير الدكتور مصطفى محمود في كتابه الشيطان يحكم جوهر الإنسان الحق أو الإنسان السيد إن جاز التعبير، الذي يسمو بإنسانيته فوق غرائزه وأطماعه ونزواته.. لخص حكمة الخلق في عبارة بسيطة بليغة موحية وفلسفة عميقة نفتقدها كثيرا هذه الأيام، مع طوفان السطحية والتفاهة اللتين تتصارعان على عقول الناس وأحاديثهم..

Advertisements

 

والسؤال: لماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم أو حتى التعليم العالي بتدريس بعض مؤلفات مفكرنا الكبير  لطلابها، لترتقي بذائقة الأجيال التي تلهت عن القراءة بمواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت ساحة مستباحة للشائعات والأكاذيب والمعلومات المضللة والموجهة أحيانا، لخدمة أغراض وأجندات لا ترجو لشبابنا خيرا؟


ولا أدرى لو عاد الدكتور مصطفى محمود إلى عالمنا المنكوب بحروب وجرائم  تجرى على مرأى ومسمع من العالم كله بحق أهلنا في غزة.. ماذا كان سيقول.. كيف هانت الإنسانية على مجتمعات اليوم.. فتسكت على قتل البراءة. براءة الأطفال بدم بارد في القطاع؟

 

وأين دعاة حقوق المرأة التي صدعونا بها عقودا في الغرب ونشأت لأجلها جمعيات حقوقية وكيانات نسائية كان ترق لحال المرأة في عالمنا فقط.. وتفتعل الخصومات الوهمية بشأن انتهاكات بحقها صورتها لهم أذهانهم المريضة وخصوصا حقوق المرأة المسلمة في الميراث والمساواة مع الرجل.. فأين هؤلاء الأدعياء من قتل الحق في الحياة وإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بحق نساء غزة؟! 

 

لماذا خرصت الألسنة حين تعلق الأمر بحق نساء عربيات مسلمات تطحنهن آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا في ظل صمت عربي وإسلامي غير مبرر وغير مستساغ ولا مقبول؟!


وينسى دعاة المدنية الغربية أرباب الاستعمار القديم المتجدد بل ويدهسون في طريق أطماعهم التي تواطأوا عليها مع إسرائيل عمدا وبهتانا قيم التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي وهي القيم التي يتباهى بها الغرب لكن أقنعته سقطت عندما تعلق الأمر بشعوبنا المستضعفة.

 


وينسى دعاة التحضر أن الأرض التى نعيش عليها واسعة، والخير كثير لكنهم لا يعنيهم هذا بل ما يعنيهم فقط هو رغبتهم في دعم تل أبيب وأطماعها التوسعية، التي لا تخفى من النيل إلى الفرات ولو على جثث العرب وأنقاضهم.. فهل يمكن للإنسانية أن تستعيد روحها وبراءتها في ظل منظومة دولية يحكمها الفيتو الأمريكي؟!

الجريدة الرسمية