صفقة غير ناضجة!
رغم المعارضة من داخل حكومة الحرب الاسرائيلية للتفاوض حول صفقة جديدة لتبادل الأسرى إلا أن رئيس الموساد التقى بوزير الخارجية القطرى للتباحث معه حول استئناف التفاوض للتوصل إلى صفقة جديدة للأسري مع حماس..
ويأتى ذلك تحت ضغط أهالى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة في قبضة حماس ومنظمات فلسطينية مسلحة أخرى، وهو الضغط الذي زاد كثيرا بعد قتل القوات الاسرائيلية ثلاثة من الأسري رغم رفعهم رايات بيضاء..
غير أن الظروف لم تنضج بعد للتوصل إلى مثل هذه الصفقة لأن حماس صارت تشترط لإتمام مثل هذه الصفقة وقفا كاملا للقتال، وهو الأمر الذى لا يلوح في الأفق حتى الآن لإصرار الإسرائيليين على استمرار العملية البرية للسيطرة على مناطق القطاع التى اجتاحتها سواء في الشمال أو الجنوب من القطاع..
كما لا توافق حماس أيضا على تمديد الصفقات السابقة بذات الشروط، لآن الحديث الآن عن إخلاء سبيل أسري من الجنود والضباط الاسرائيليين، وليس عددا من المدنيين كما جرى في تلك الصفقات السابقة..
والثمن الذى تريده حماس هو تبييض السجون الاسرائيلية، أى إخلاء سبيل كل الأسري الفلسطينيين الذين حبستهم السلطات الاسرائيلية، لآن ثمن إخلاء الأسري العسكريين الاسرائيليين يختلف عن ثمن إخلاء الأسري المدنيين.
وعدم نضج الظروف للتوصل إلى مثل هذه الصفقة لا يعنى أن التفاوض حولها عبر الوسطاء غير مطروح، خاصة وأن الأمريكان يسعون إليها أيضا، بعد أن تيقنوا هم والاسرائيليين إستحالة تحرير الأسري الاسرائيليين في قطاع غزة أحياء..
ولذلك سوف نبدأ نسمع مجددا عن جهود ومفاوضات للوسطاء في هذا الصدد، بناء على طلب الاسرائيليين، ولذلك عادت الحكومة الاسرائيلية لمناقشة خطة تفاوض للتوصل إلى صفقة أسري جديدة، كما أعلن نتنياهو إنفتاح إسرائيل على ذلك، وأن حكومته تتواصل مع الوسطاء في مصر وقطر للتباحث حول صفقة أسري جديدة.