رئيس التحرير
عصام كامل

غزة والانتخابات المصرية

قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية بدا واضحا ارتفاع نسبة مشاركة الناخبين فيها عما سبقها من انتخابات رئاسية سابقة.. وثمة سبب مزدوج لذلك.. من ناحية الظروف التى تمت فيها هذه الانتخابات والتى اتسمت ببروز تحديات جديدة تتعلق بالأمن القومى المصرى نتيجة العدوان الإسرائيلى الوحشى على أهل غزة.. 

 

فقد جاء هذا العدوان بمخاطر التهجير القسرى لأهل غزة إلى سيناء، وهو ما تفكر فيه إسرائيل منذ زمن طويل لتصفية القضية الفلسطينية.. هنا ظهرت الحاجة ملحة لدى عموم الشعب لوجود رئيس للبلاد يتسم بالقوة والحزم والقدرة على مواجهة هذه التحديات والمخاطر.. 

 

وكان المرشح عبدالفتاح السيسى موجودا أمامهم بخلفيته العسكرية ومعركته الناجحة في مواجهة عنف الإخوان والتنظيمات الإرهابية خاصة في سيناء.. وعزز ذلك أنه سارع منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة لإعلان الرفض المصرى الصارم للتهجير القسري لأهلها إلى سيناء..

 

وفتح معبر رفح لتزويدهم بالمساعدات الإغاثية بعد أن فرضت إسرائيل عليهم حصارا قاتلا، بحرمانهم من الغذاء والماء والدواء والوقود وغالت في تدمير مقومات الحياة في قطاع غزة. ولذلك دب الحماس في نفوس مصريين كثيرين للمشاركة في الانتخابات بعد أن كان  حماسهم من قبل فاترا، لعدم تكافؤ المنافسة أو لضيقهم من الغلاء الذى ضرب البلاد وأقلق العباد..

 
وإذا كانت حرب غزة وما حملته من مخاطر وتحديات لنا قد بثت في نفوس المصريين بواعث للمشاركة في هذه الانتخابات، فان٦ ما حول هذه البواعث إلى فعل للمشاركة الانتخابية كان الدور الذى لعبته وقامت به العديد من مؤسسات الدولة، التى شجعت وسهلت ومكنت ناخبين كثر من الذهاب إلى اللجان الانتخابية والإدلاء بأصواتهم فيها، سواء كانت هذه المؤسسات حكومية أو سياسية أو منظمات مجتمع مدنى.

 
وبالطبع لم يربح فقط المرشح عبدالفتاح السيسى من هذه المشاركة الانتخابية الكبيرة، وإنما ربحت مصر كلها لأن ذلك وجه رسالة لكل العالم وقواه العظمى بأن مصر كلها لا تقبل بتصفية القضية الفلسطينية على حسابها.

 


أما من خسر فهم الذين رفضوا المشاركة ولم ينتهزوا فرصة الانتخابات لترويج أنفسهم وأحزابهم وأفكارهم ورؤاهم السياسية. 

الجريدة الرسمية