ثلاثة أسابيع!
سرب الأمريكان أخبارا حول طلبهم من إسرائيل إنهاء الحرب بعد ثلاثة أسابيع، بينما الإسرائيليون يريدون مضاعفة تلك الفترة لتمتد إلى شهرين، وأخيرا يتحدثون عن شهر.. وفي ذات الوقت تفاجأنا الإدارة الأمريكية بتقديم صفقة أسلحة كبيرة لإسرائيل تشمل 45 ألف قذيفة دبابات، إستخدم فيها بايدن صلاحياته ولم يعرضها على الكونجرس، وهو ما يساعدها على الاستمرار في الحرب لفترة أطول من الثلاثة أسابيع!
هنا علينا أن نتشكك في جدية رغبة الإدارة الأمريكية في أن تنهى إسرائيل الحرب بعد ثلاثة أسابيع، خاصة وأنها رفضت قبلها بيوم مشروع قرار لمجلس الأمن يقضي بوقف القتال لأسباب إنسانية، ولجأت إلى إستخدام الفيتو لمنع التصديق عليه، بعد أن حاز كل أصوات أعضاء المجلس باستثناء بربطانيا التى امتنعت عن التصويت.
الثلاثة أسابيع إذن قابلة للتمديد بناء على رغبة الإسرائيلي حتى يتمكنوا من تحقيق إنجاز عسكرى ما في غزة غير تدمير أكثر من نسف مبانيها ومنشاَتها وقتل وإصابة عشرات الآلاف من أبنائها، وتهجير وتشريد ثلثى سكانها..
وعندما تقترب تلك المهلة الأمريكية لإسرائيل من نهايتها يمكن للأمريكان تمديدها إسبوعا أو حتى عدة أسابيع أخرى جديدة أو إضافية.. ألم تمتد الحرب حتى الآن أكثر من شهرين ولم تتحرك أمريكا إلا للافراج عن الأسرى الإسرائيليين فقط، بينما لا تهتم بأحوال أهل غزة الذين افتقدوا المقومات الأساسية للحياة بعد حرمانهم من الماء والغذاء والكهرباء والوقود وتم تشريدهم وصاروا بلا مأوى آمن.
إن الأمريكان لا يهمهم سوى مصلحة إسرائيل ولذلك يدعمون حرب الإبادة التى أعلنوها ضد أهل غزة، وفي ذات الوقت يحاولون إحتواء غضب العرب أو منع ترجمة هذا الغضب إلى مواقف وتصرفات عربية تضر بمصالح أمريكا في المنطقة والعالم.. وخبر الثلاثة أسابيع الأغلب يأتي في إطار تلك المحاولات.