رئيس التحرير
عصام كامل

صوت المواطن الذي افتقدناه!

جريدة الجمهورية التي نحتفل هذه الأيام بعيدها السبعين، لم تكسب شعبيتها أو شهرتها من كونها ابنة ثورة يوليو، وأحد منجزاتها فحسب بل لكونها صحيفة الشعب، تقدم خدمات متميزة لقرائها الذين أحسوا بفطرتهم الصافية إزاءها بأنها تجاوب صادق وصائب لكل ما يجول في نفوسهم من آمال وآلام وطموحات وأحلام، وأنها ساعدهم الأيمن في نيل حقوقهم ودرء الظلم عنهم عبر التواصل الجاد مع المسئولين نيابة عنهم.. 

 

وهو الدور الذي نهض به بامتياز قسم الخدمات الصحفية المتميزة أو الخط  الساخن 139 جمهورية، الذي توليت الإشراف على تأسيسه بتكليف من الكاتب الصحفي الكبير سمير رجب، إلى جانب عملى كنائب أول لرئيس تحرير الجمهورية،  وقمت بمباشرة مهامه واختيار فريقه منذ اللحظة الأولى لانطلاقه، كخدمة صحفية تتوافق مع التكنولوجيا الحديثة، تفردت بها الجمهورية على سائر الصحف ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله.. 

139 جمهورية

فمندوبوه كانوا أشبه بخلية نحل لم يكونوا يكلون أو يملّون في استقبال شكاوى الجمهور واستغاثاته، يطوفون بها على المصالح والأجهزة الحكومية المختلفة، ويطرقون أبواب المسئولين والوزراء بحثًا عن حق تأخر عن صاحبه، أو دفعًا لمشقة قد لا يطيقها ذوو الحاجة..

 

وهم حين يفعلون ذلك يؤدون أول رسالة لجريدتهم التي تقدم للناس، فضلًا على قرائها، ما يحتاجون إليه في أعمالهم ومعاملاتهم ورحلاتهم وأسفارهم.. ولا أدري ما مصير هذا الرقم.. ولماذا اختفي؟!


139 جمهورية، لم يكن مجرد خط اتصال مميزا وسابقا لعصره في تلقي شكاوى واستغاثات الناس ووضعها بين أيدي المسئولين الذين كانوا يسارعون بالرد عليها أو حلها فورا.. بل كان فكرة ملهمة من بنات أفكار الكاتب الصحفي الكبير سمير رجب الذي شاركته في تبنيها وترجمتها إلى واقع عملي..

 

يقدم تجربة صحفية وخدمية غير مسبوقة في عالمنا العربي، بمعاونة صادقة من الزميلة جمالات يونس مدير تحرير الجمهورية وفريق من الزملاء الذين اجتهدوا حتى صار القسم علامة مفصلية تصنع الفارق لجريدة الجمهورية في عصر كان متميزًا. 


ولا أبالغ إذا قلت إن 139جمهورية كان بمثابة حاضنة أفكار أو بنك معلومات يمدنا بموضوعات صحفية تنوعت بين التحقيق والتقرير وربما الخبر، بل لا أبلغ إذا قلت إننا كنا نتلقى المعلومة قبل أن تعرفها الحكومة.. 

 

 

وتلك أهم ما يميز الصحافة الخبرية التي كانت قبلة القاريء ومبلغ اهتمامه على الدوام في يوم من الأيام.. ولا أدرى كيف جرى التفريط في هذا الكنز الذي بنيناه بالجهد والعرق والعصف الذهني وكان ميزة لا تعدلها ميزة في بلاط صاحبة الجلالة..  بل لعل هذا القسم سيظل ركنا مهما من أركان الصحافة لا يغفله أي باحث منصف يكتب التاريخ ويصوغ أدبيات مهنة البحث عن المتاعب.. ويبقى السؤال: من فرّط في هذا الرقم المهم المميز.. وفي عهد من توقفت هذه الخدمة الفريدة!

الجريدة الرسمية