رئيس التحرير
عصام كامل

عقيدتنا الإيمانية فى أصوامنا المسيحية

ليست هى ابتكار من البشر، حديثة العهد، بل قانونية هذه الأصوام، تستند إلى عدة جوانب وفى مقدمتها التعاليم الكتابية التى وردت في الكتاب المقدس بعهديه، ويلى هذا الجانب، ما جاء في التقليد المُسلم للكنيسة عن الأصوام، وخاصة ما جاء في قوانين الآباء الرسل والمجامع المحلية والمسكونية المعترف بها، وتعاليم آباء الكنيسة الجامعة، وآباء كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، وآباء الكنائس الرسولية، وإخوتنا فى الإيمان الأرثوذكسى.. 

 

ومع ذلك لا يفوتنا أن نشير إلى التقليد المعاش في كنيستنا المستمد من الكنيسة الجامعة، والمستقر فيها منذ تأسيسها، وحتى الآن، الخاص بممارسة أصوامنا الكنسية السبعة، كذلك في ارتباط الأصوام بليتورجيات الكنيسة، وأعيادها المقدسة، بالإضافة إلى كل ذلك أهمية الأصوام الروحية، على الكنيسة، وعلى الشعب في نفس الوقت.


وكما أمر الرب بالصوم في العهد القديم، وكان شعبه يصوم، أمر كذلك بالصوم في العهد الجديد، وكان ومازال أيضًا الشعب يصوم، كما هو يتضح في الأناجيل والرسائل، وهذا يتضح من سؤال تلاميذ القديس يوحنا المعمدان للسيد المسيح، وإجابته على سؤالهم: "لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرًا، أما تلاميذك فلا يصومون؟  

 

فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا مادام العريس معهم، ولكن ستأتى أيام، حين يُرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون" (مت 14:9،15)، (مر18:2-20)، (لو 33:5-35). 

 

ويتضح لنا من إجابة السيد المسيح له المجد لتلاميذ يوحنا عن الصوم وتوقيته، بأن في أيام الأعياد، وخاصة الأعياد السيدية الكبرى، يتم الإحتفال بالعيد من خلال الإفطار الكامل، أما بعد قيامة السيد المسيح من الأموات وحتى يوم صعوده، "كان يظهر للآباء الرسل لمدة أربعين يومًا ويتكلم معهم عن الأمور المختصة بملكوت الله" ( أع 3:1). 

 

وبالتالى نرى الصوم واضحًا منذ تأسيس الكنيسة، وكان ولا يزال يُمارس فيها، وخير شاهد على هذا سفر الأعمال ورسائل القديس بولس الرسول.


ومع ذلك أشار الكتاب المقدس بأن الصوم هو صوم جماعى لكل الكنيسة في العهدين، المبدأ هو واحد، الصوم هو جماعى.. ومن جانب وصية الله لنا بالصوم الجماعى، أوصانا بالخفاء في الصوم، ولذا أمر قائلًا: "أما أنت فمتى صمت فادهن رأسك، وأغسل وجهك، لكى لا تظهر للناس صائمًا، بل لأبيك الذى فى الخفاء، فأبوك الذى فى الخفاء يجازيك علانية" (مت 17:6).


والخفاء الذى يقصده المسيح في الصوم هو عدم التباهى بالصوم، بل يجب العمل بالصوم في هدوء وسرية، كما أن الخفاء في الصوم يقصد به المسيح مدة الانقطاع ونوعية الأكل وكميته. وهنا يتضح لنا أن الصوم جماعى في الكنيسة في عهد الآباء الرسل القديسين ويتضح مما قيل فى سفر الأعمال بينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس "افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه، فصاموا حينئذ وصلوا ووضعواعليهما الأيادى، ثم أطلقوهما"( أع 2:13،3). 

 

 

ويتضح لنا أن الصوم جماعى فى الكنيسة تحت قيادة الرسل وكان مرتبطًا بالصلاة والسيامات والخدمة. وكذلك من جوانب عقيدتنا الإيمانية في أصوامنا المسيحية هى أن الصوم نباتى، وأن يكون الصوم انقطاعيًا فترة عن الأكل والشراب النباتى، ثم يلى فترة الانقطاع، بأن يأكل الإنسان ويشرب طعامًا وشرابًا نباتيًا.

الجريدة الرسمية