رئيس التحرير
عصام كامل

تذكارات هامة تذكرنا بها السنة القبطية الجديدة

حقيقة يجب علينا أن نشكر الله، نحن الأحياء الباقين لأنه أتيحت لنا فرصة لنبدء عامنا القبطى 1740 للشهداء، وإذا قلنا القبطى، فنحن نعلم أن الأقباط أى المصريين، هم أول من وضعوا تقويمًا، ولنا أن نفتخر لأن أول تقويم وُضع فى العالم، وضعه المصريون القدماء قبل الغرب، وقبل أى تقويم آخر، ويرجع هذا التقويم على الأقل إلى القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد.. 

 

فهو أول تقويم فى العالم لأن حضارة المصرى أقدم حضارة فى تاريخ الإنسانية ونشكر الله على أننا نحن أبناء أولئك الذين صنعوا التاريخ.. أننا نهنئ أقباط مصر وكل المصريين المواطنين بالسنة القبطية المصرية الجديدة وهى الامتداد التاريخى للسنة الفرعونية القديمة، الموائمة لطبيعة بلادنا وأرضها ومناخها، والتى يسير عليها الفلاح المصرى في توقيت مواسم الزراعة، ليبارك الله بلادنا مصر وشعبنا وكنيستنا فى هذه السنة القبطية الجديدة ولسنوات آتية إلى مجئ المسيح الثانى. 


أولًا، تاريخ تأسيس التقويم المصرى القديم، والتقويم القبطى:


في الحادى عشر من سبتمبر من كل عام، يبدأ عامنا القبطى الجديد للشهداء الأطهار وذلك في السنوات البسيطة، أما في السنوات الكبيسة فيوافق اليوم الثانى عشر من شهر سبتمبر، كما فى هذا العام وهو اليوم الأول من شهر توت نسبة إلى العلامة الفلكى الأول، الذى وضع التقويم المصرى القديم الذى انفرد به القبط فترة طويلة من الزمن قبل أى تقويم آخرعرفه العالم بعد ذلك شرقًا وغربًا..

 

وتقديرًا من المصريين القدماء لهذا العلامة، رفعوه إلى مصاف الآلهة وصار ( تحوت ) أو ( توت ) هو إله القلم وإله المعرفة والحكمة وخلدوا أسمه على أول شهور السنة المصرية أوالقبطية بتسمية الشهر الأول بشهر توت.


ثانيًا، تقسيم التقويم:


كانت نشأة التقويم المصرى القبطى في عام 4241 قبل الميلاد، أى فى القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد، فالأقباط أو المصريون هم أول شعوب العالم الذين وضعوا تقويمًا للسنة، فلكم أن تفخروا كأقباط أن التقويم القبطى هو أقدم تقويم فى العالم.. 

 

وفيه تنقسم السنة إلى 12 شهر وكل شهر 30 يوم، وهم أول من قسم السنة إلى 365 يوم و6 ساعات وجعلوا كل شهر 30 يوم والخمس أو الست أيام الأخيرة يسمونها الشهر الصغير أو النسئ، إنما فيما عدا الشهر الصغير، كل شهر من السنة القبطية 30 يوم تمامًا، ولكن السنة الغربية شهر 30أو31 أو  28 أو 29 يومًا.


ثالثًا، اللغة القبطية والخطوط القديمة:

وكانت تنقسم هذه اللغة إلى لهجتين: الأولى هى اللغة العامية التى يتكلم بها الشعب المصرى فى المحافل والأسواق والبيوت، واللغة الثانية هى اللغة الفصحى القديمة، فأصبحت قاصرة على المكاتبات الرسمية، ثم بعد ذلك خطوط هذه اللغة، وكانت تُكتب بثلاث خطوط: الخط الأول الهيروغيفى: ومعناه الكتابة المقدسة وكتب به القانون أكثر ما كتبوا على حوائط المعابد والمقابر والتوابيت..  

 

والخط الثانى الهيراطيقى: ومعناه كتابة الكهنة وكان يستخدم هذا الخط فى التشريعات والقوانين وفرمانات الملوك، وفي عقود البيع والشراء وسائر المكاتبات الرسمية..  والخط الثالث اليموطيقى: ومعناه كتابة الشعب وكتب به على الخصوص، الرسائل المتبادلة بين الناس، في الحياة العامة والخاصة.


رابعًا: إيمان المصريين بالمسيحية 

 

دخلت المسيحية إلى مصر على يد القديس مرقس الرسول (كاروز الديار المصرية) في نحو منتصف القرن الأول للميلاد، وهو أحد رسل السيد المسيح السبعين، جاءنا هذا الكارز من بلاد فلسطين مدفوعًا بحمية روحية وغيرة دينية، ليدعو أهلها إلى ترك الوثنية، وأعتناق المسيحية التى كان يؤمن بها هو نفسه، أشد الإيمان.


خامسًا: أضطهاد الإمبراطور دقلديانوس الرومانى للديانة المسيحية:


وذلك فى أواخر القرن الثالث للميلاد (284م-313م) وقد أحصى عدد الشهداء المسيحيين كما قيل إنه بلغ في يوم واحد 840 آلف شهيد، ونظرًا لفداحة ما تحمله المسيحيون في مصر في عهد هذا الإمبراطور، فقد رأوا أن تبدء في تاريخهم حلقة جديدة، فأرخوا لسنة 284م وهى السنة التى أعتلى فيها دقلديانوس عرش الإمبراطورية..

 

ففى 29 من أغسطس من تلك السنة، بدأوا أول توت لسنة 1 قبطية ولذلك فإن التاريخ القبطى ينقص عن التاريخ الميلادى بمقدار 284 سنة، وصار التاريخ القبطى إبتداء من هذا التاريخ ويسمى تاريخ الشهداء الأطهار.

 


نتذكر فى هذه السنة بأن مصر هى مصدر لعلوم عديدة أخذها وعرفها العالم مثال في الهندسة وفي التاريخ وفي الطب وفي العمارة وفي الكيمياء وفي التحنيط وفي كل المجالات..  نشكرالله على كل ما تتقدم بنا الأيام، يزداد إيماننا بالعلم المصرى القديم، أنه قائم ليس فقط على طبيعة الحياة، وإنما أيضًا على الإلهامات الروحية.

الجريدة الرسمية