الأمم المتحدة وإسرائيل.. علاقة غير مشروعة
العلاقة بين إسرائيل والأمم المتحدة، منذ البداية، علاقة غير مشروعة.. استهلتها المنظمة الدولية في الولادة غير الشرعية لكيان غير شرعي.. هو دولة الاحتلال.
ومع ذلك، فلم تحرص دولة الاحتلال على احترام مسئولي الأمم المتحدة، ومؤخرا، أعادت الأزمة التي نشبت بين إسرائيل والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى الأذهان سلسلة صدامات بينها وبين أمناء عامين سابقين للمنظمة الدولية، تسببت إحداها في عدم التجديد للسياسي المصري الراحل بطرس غالي لولاية ثانية، كثيرون أبدوا مخاوفهم على مصير جوتيريش، بعد أن طالبت تل أبيب باستقالته.
وكان جوتيريش أثار غضب إسرائيل بكلمته التي ألقاها في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدها، في نيويورك، بشأن الصراع الدائر بينها وبين الفلسطينيين، عندما قال إن الهجمات التي شنتها حركة حماس على الإسرائيليين في 7 أكتوبر: "لم تحدث من فراغ"، وإن الفلسطينيين تعرضوا لـ"احتلال خانق" على مدى 56 عاما.
كما أضاف أنه "يشعر بقلق عميق إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نشهدها في غزة"، رافضا أوامر إسرائيل للفلسطينيين بالرحيل إلى جنوب القطاع، رغم أنه أبدى في نفس الوقت عدم تأييده لهجمات حركة حماس.
موظفو الأمم المتحدة والإعلام الإسرائيلي
وتابع: "معاناة الفلسطينيين لا تبرر هجمات حماس المروعة، وتلك الهجمات لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين"، محذرا من أن الحرب في غزة قد تنتشر في كامل المنطقة.
هذه الكلمة دفعت مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، جلعاد أردان، لمطالبة الرجل بتقديم استقالته فورا، كذلك ألغى وزير الخارجية الإسرائيلي، اجتماعه مع جوتيريش الذي كان مقررا بعدها بـ 48 ساعة.
إسرائيل دائما تسلط هجومها على أي منظمة تخالفها الرأي، وأغلب المعارك مع الأمم المتحدة كانت بسبب انتهاكاتها ضد الفلسطينيين.
وصلت هذه الخلافات لرفض تجديد مدة بعض الأمناء الذين تولوا المسؤولية بعد إدانتهم هذه الانتهاكات، الجميع مثلا يتذكر بطرس غالي الذي رفضت واشنطن بطلب من إسرائيل التجديد له بعد أن أدان مذبحة ارتكبتها إسرائيل في لبنان.
كما أن موظفي الأمم المتحدة تطالهم دائما هجمات من الإعلام الإسرائيلي ومضايقات عند دخولهم إسرائيل، وحدث استهداف مباني تابعة للمنظمة الدولية خلال الغارات الجوية على مناطق فلسطينية.
هذه الأمور التي تعد انتهاكا للقانون الدولي تقوم بها إسرائيل لأنها على دراية بتأثير دور الولايات المتحدة (حليفتها) في المنظمة الدولية، وتتدخل بقوة لتعيين أمين عام يتناسب مع مصالحها.
ويتولى الأمين العام للأمم المتحدة منصبه لمدة دورتين، كل دورة تستمر 5 سنوات، وفي العادة يقضي الأمناء العامون الدورتين، باستثناء حالات نادرة، منها بطرس غالي.
وجوتيريش، رئيس وزراء البرتغال الأسبق، تولى منصبه في المنظمة الدولية أول مرة عام 2017، تم التجديد له عام 2021.