الحمل والراعي.. بابا حنين (15)
حينما أتأمل في حياة الخراف اتعجب كيف يسيرون خلف الراعي بكل اطمئنان وبلا خوف ولا تفكير في الغد أو التفكير في أي أمور آخرى!، لا ينشغلون أين سيأكلون اليوم؟، أو أين سيضطجعوا للنوم؟، ولكن كل ما يفعلوه هو أن يسيروا خلف الراعي في هدوء واطمئنان.
عالمين وواثقين بأنه لن يتخلى عنهم وسيهتم بهم بأفضل صورة وأحسن شكل دون خوف أو قلق، عالمين أن حتى لو هاجمهم حيوان مفترس تسلل سارق للحظيرة سيكون الراعي هنا ليحميهم ويدافع عنهم بمحبة وشجاعة دون تهاون، ومن أجل ذلك نجد السيد المسيح نفسه يشهد لنفسه في الكتاب المقدس ويقول: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ".
ومادام للنفس راعي صالح لا يتخلى عنها، كيف لها أن تفكر بالفكر الأرضي وأنه كيف سيسدد الله احتياجاتها وتنسى أن الله لا يحده شيء وله تدبير يفوق تدبيراتنا نحن الأرضية، ولا تحده حدودنا الأرضية في تسديد احتياجاتنا واعوازنا في الحياة.
تعلم يا صديقي أن تسير كالحمل خلف الراعي الصالح الذي يقود حياتك نحو المراعي ونحو الحياة الأفضل دون قلق، فلا آذى يمكن أن يضرك وأنت تسير خلف راعيك الذي يحميك فهو الذي قال: "أَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ."، فأنت محمول على ذراعيه الحنون مثلما يحمل الرضيع على ذراعي أمه.
Facebook: @PWOfficial