أول تقدير إسرائيلي لوقف النار
بينما كانت مستوطنات غلاف غزة تتلقى صواريخ حماس، أفصح وزير الدفاع الاسرائيلي أن في مقدور سكان بعض هذه المستوطنات العودة إليها بعد تهجيرهم منها في مطلع العام المقبل.. وهذا يعد أول تقدير رسمى إسرائيلي لوقف القتال وإطلاق النار في غزة مع نهاية العام الحالي، أي بعد نحو ستة أسابيع أخرى لتصير تلك الحرب هى أطول حرب إسرائيلية ضد غزة، التي كانت عادة لا تتجاوز ستة أسابيع فقط انقضت فعلا الآن ومازال إطلاق النار مستمرا..
وأهمية هذا التقدير أنه يأتي من وزير الدفاع الإسرائيلي أي من المؤسسة التي تخوض الحرب، بما يجعلنا نستنتج أنه استند على معطيات عسكرية تتعلق بما خطط له الإسرائيليون في حربهم وبما يتوقعونه في مسار الحرب خلال الأسابيع المقبلة، وما يتوقعونه تحديدا مما ينجزونه من أهداف لها، أو ما هم مضطرون للتخلي عنه من هذه الأهداف في ضوء عدم قدرتهم على تحمل حرب طويلة، وما رصدوه من قدرات لحماس والمنظمات المسلحة في غزة.
لكن هذه التقديرات العسكرية لوزير الدفاع الإسرائيلي تختلف عما أفصح عنه من قبل نتنياهو حول استمرار تحمل إسرائيل مسئولية الأمن في غزة لفترة طويلة قادمة.. وهو ما يعنى بقاء القوات الإسرائيلية طويلا في قطاع غزة فكيف سوف يضمن الاسرائيليون توقف القتال ومقاومة هذه القوات من حماس وغيرها..
فلا يمكن تصور انتهاء الحرب في ظل وجود قوات اسرائيلية لأراضي القطاع حتى وإن اقتصر على الشمال منه فقط.. لذلك يمكننا استنتاج وجود خلافات كبيرة بخصوص هذه الحرب ومسارها وتطوراتها بين القادة العسكريين والسياسيين داخل إسرائيل..
وهذا خلاف بدأ بموعد الاقتحام البري للقطاع، واتسع ليشمل تفاصيل كثيرة من بينها إدخال الوقود للقطاع، وصفقة الأسرى، والهدن الإنسانية ومدتها.. وأيا كان أمر هذا الخلاف فإن كلام القادة العسكريين مسموع في زمن الحروب ولا يستطيع السياسيون تجاهله أو عدم الإنصات له.