لا يكفي لإنقاذ غزة!
يتحدث البعض عن أن ثمة تغيرا ما قد حدث مؤخرا في الموقف الأمريكى تجاه العدوان الإسرائيلي الوحشى ضد أهل غزة.. ويستندون في استنتاجهم ذَلِكَ إلى بعض التباين في المواقف بين الإدارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية حول مستقبل غزة، ورفض الامريكان إعادة إسرائيل احتلال غزة بعد انتهاء الحرب، ورفض نتنياهو الاقتراح الأمريكي بتولى السلطة الفلسطينية إدارة غزة..
وبالطبع بالفعل ثمة تباين أخذت مساحته في التزايد بين واشنطن وحكومة نتنياهو نتيجة الضغوط الشعبية الداخلية في أمريكا التى تتزايد مع تزايد الوحشية الإسرائيلية في غزة، وفي محاولة لاحتواء الغضب العربى الرسمى والشعبي من استمرار هذا العدوان.. لكن هذا التغير في المواقف الامريكية الذى بدأ بمنح مأساة المدنيين في غزة بعض الاهتمام الرسمى الأمريكى لم ترق إلى درجة مطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب حتى الآن.
فأمريكا ما زالت تتحدث فقط عن الهدنة الإنسانية وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لأهالى غزة ولا تطالب بوقف الحرب بدعوى أن حماس سوف تستفيد من وقف إطلاق النار.. وبهذا المعنى فإن التغير في الموقف الأمريكى هو تغير محدود حتى الآن ولا يلبى مطلب وقف الحرب الذى تبنته قمة الرياض أمس..
وقد حدث هذا التغير بعد التدمير الهائل الذى لحق بغزة والإبادة التى يتعرض لها أهلها على الهواء مباشرة والتى ترصدها الكاميرات طوال الوقت، صباحا ومساء، على مدى سبعة وثلاثون يوما حتى الآن.
وهذا بدوره يعنى أن كل ما فعلته الدول العربية والإسلامية لإنقاذ غزة وأهلها غير كاف حتى الآن، وأن عليها أن تزيد من ضغوطها على الولايات المتحدة حتى تضغط على إسرائيل لوقف الحرب، حتى لا تخسر مصالح لها لدى الدول العربية والإسلامية التى تمثل نحو ثلث دول العالم.