صفقة القاصرات!
إذا اعتبرنا أن استهداف القوات الإسرائيلية للمستشفيات اليوم ليس بالخبر الجديد، لأنها تستهدفها طوال الوقت منذ بدء حرب الإبادة التى تشنها ضد أهل غزة، فإن خبر اليوم هو ما تردد حول صفقة يتم التفاوض حولها لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، تقضى بإخلاء حماس سبيل الأسرى المدنيين لديها من النساء والأطفال، مقابل إفراج إسرائيل عن كل النساء والقاصرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية..
ونظرًا لأن التفاوض مازال مستمرا حول هذه الصفقة ، فإنه ليس معروفا على وجه التحديد عدد من ستفرج عنهن السلطات الإسرائيلية من الفلسطينيات، وإن كان المعروف أن إسرائيل اعتقلت نحو ثمانين سيدة فلسطينية منذ السابع من أكتوبر، بينما المعلن أن لدى حماس نحو مائة سيدة وطفل إسرائيلي.
وإذا تمت هذه الصفقة لتبادل الأسرى سوف يساعد ذلك حكومة إسرائيل على التخفف من ضغوط أهالى الأسرى لدى حماس، وسيمنحها وقتا للمضى في اجتياحها البرى لقطاع غزة، والذى توغلت من خلاله في بعض أجزاء من شمال القطاع..
لكن في ذات الوقت فإن تنفيذ هذه الصفقة سيعد من جانب آخر اعترافا من قبل حكومة إسرائيل بحركة حماس، بل إن القبول بالتفاوض معها حتى ولو من خلال وسيط أو وسطاء هو قبول ضمنى بها، وهذا يتناقض مع ما سبق أن أعلنته حكومة نتانياهو أن هدفها هو سحق حماس وتصفيتها..
وهذا سيجعل كل ما أثير وتم بحثه أمريكيا وأوروبيا حول مستقبل غزةَ قيد المراجعة فيما بعد.. ولعل هذا ما قالته القاهرة لكل من شارك في طرح خيارات حول مستقبل غزة.. فإن الواقع على الأرض بعد وقف القتال سيفرض نفسه على الجميع بالقطع.