أوهام نتنياهو!
فور إعلان قرارات القمة العربية الاسلاميةَ خرج نتنياهو ليتوعد أهل غزة باحتلال إسرائيلى طويل لقطاعهم بعد انتهاء الحرب، رغم أنه يعرف أن الامريكان يرفضون ذلك وإن كانوا لا يرفضون بقاء القوات الاسرائيلية فى غزة بعض الوقت بعد توقف القتال لتحقيق الأمن فيها!
وقد قال نتنياهو ذلك فى وقت يواجه الاجتياح البرى الاسرائيلى صعوبات بالغة بسبب المقاومة الفلسطينية الشديدة.. ولم ينبه ذلك نتنياهو إلى أن هذا ما سينتظر القوات الاسرائيلية حتى بعد وقف القتال، وأن هذه القوات سوف تتعرض لاستنزاف مستمر فيها سيجعل بقاءها فى غزة شديد الصعوبة..
وهذا ما دفع اسرائيل من قبل إلى سحب قواتها من قطاع غزة.. فلا وقف حقيقى للقتال فى غزةَ بدون انسحاب القوات الاسرائيلية منه، لان تصفية حركات المقاومة المسلحة فيها أمر مشكوك فى تحقيقه تماما، فضلا عن أن الإبادة التى يتعرض لها فلسطينيو غزة هى وقود لمقاومة مسلحة حتى ولو لم تكن منظمة.
وبالتالى لن تكون إقامة هذه القوات فيها مريحةَ، بل العكس تماما مزعجة جدا. ومؤلمة للغاية.. فإن بقاء هذه القوات في غزة معناه الوحيد استمرار الحرب، وهذا أمر لا تستطيع اسرائيل تحمله طويلا ولا يقدر المجتمع الدولى على القبول به رغم الدعم الامريكى والغربى لاسرائيل.
كما أن نتنياهو سبق له أن أعلن رفضه لتواجد السلطة الفلسطينية فى غزة مستقبلا، رغم أن واشنطن ترجح ذلك، فهل بعد اصراره على بقاء القوات الاسرائيلية فيها بعد وقف القتال مستعد لتحمل توفير مقومات الحياة الاساسية لفلسطيني غزة بعد تدمير نصف منازلهم واعطاب البنية التحتية وتخريب النظام الصحى فيها.
إن نتنياهو يتوعد أهل غزة بما لا يقدر على تنفيذه، مثلما توعد حماس من قبل بتحرير الأسرى الاسرائليين لديها بالقوة، وهاهو يخوض مفاوضات معها لابرام صفقة ل تبادل الأسرى !