رئيس التحرير
عصام كامل

ترجمات الكتاب المقدس (2)

نكمل في هذا المقال باقي الترجمات المهمة التى خضع لها الكتاب المقدس إلى باقي لغات العالم ومنها..

خامسًا: الترجمة الحبشية، الذى قام بها الأنبا سلامة الذى بشر أهل الحبشة، ووضع اليد عليه البابا أثناسيوس الرسول.


سادسًا: الترجمة العربية، يوجد بالمتحف القبطى بمصر القديمة ما يدل على أن الكتاب المقدس ترجم بعضه إلى اللغة العربية فى القرن الثامن، كان العرب يقرأون الكتب المقدسة باللغة السريانية حتى قام بن العسال سنة 1250م بالترجمة من اللغة القبطية للغة العربية، ومازالت محفوظة فى المتحف القبطى بمصر القديمة بالقاهرة..

 

ثم طبعت طبعة رومية سنة 1591 م أما الترجمة العربية التى بين أيدينا فقد تمت على يد القس سميث الامريكانى وكرنيليوس فان ديك والمعلم بطرس البستانى اللبنانى والشيخ اليازجى اللبنانى يوسف الأسير سنة 1860م في بيروت، وقد ترجم الكتاب المقدس إلى أكثر من 800 لغة في العالم، ثم أعيدت طبعة اليسوعين العربية سنة 1876م.


سابعًا: الترجمة الحديثة، التى بدأت سنة1935 وهى ترجمة الكلية الإكليريكية بالقاهرة، تُرجمت البشائر الأربعة (متى ومرقس ولوقا ويوحنا) وقام بها مجموعة من علماء الكنيسة برئاسة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات اللاهوتية في حبرية البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية..


وفى سنة 1965 م قام اتحاد جمعيات الكتاب المقدس المكون من مائة عالم من علماء الكتاب المقدس وتفسيره من بيروت وغيرها من بلدان العالم بالترجمة الحديثة واعتمدوا فيها على أقدم المخطوطات بما فيها مخطوطات وادى قمران التى ظهرت للوجود سنة 1947م وترجع للقرن الثالث قبل الميلاد.


وما نجده في الكتاب المقدس قيمة النسخة المخطوطة فى الأسفار الإلهية في نظر العلماء بالنسبة إلى قدم عهدها  أى قربها في الزمن من النسخة الأصلية وأعظم النسخ الخطية الموجودة بين أيدينا اليوم هى:
ا- النسخة الإسكندرية: وهى من رقوق الملك قسطنطين وبقيت فى بطريركية الإسكندرية حتى سنة 1628م حيث أهديت لأنجلترا وهى فى المتحف البريطانى، وهى نسخة كاملة للكتاب المقدس.


ب- النسخة الفاتيكانية: وهى من نفس النسخة الإسكندرية وهى الآن فى مكتبة الفاتيكان وقد أخذت لها صور فوتوغرافية أودعت بالمتحف البريطانى.


ج- النسخة السينائية: وهى من نفس النسخة الإسكندرية وقد وجدت فى دير القديسة كاترين في صحراء سيناء وتعد أثمن وأكمل نسخة خطية في الكتاب المقدس، ولقد كانت في ليننجراد في روسيا ثم بيعت في هذا القرن إلى المتحف البريطانى بمبلغ مائة الف جنية انذاك.


فأول من أهتم بتعميم كتابة العهد الجديد وتصنيفه وتقسيمه هو القديس أثناسيوس الرسول، ومما هو جدير بالذكر أن الملك قسطنطين أمر بكتابة خمسين نسخة من العهد الجديد على الرقوق المرهفة بأيدى أمهر كتبة لتستعمل فى كنائس الأمبراطوية، وكانت الكتابة متناسقة ومتقنة حتى أن الناظر إليها يخالها صفحة مطبوعة من أحدث كتب العصر الحاضر..


كما كتبه الآباء الآولين العظماء بقواعد وإرشادات بالغة الدقة عن الأساليب التى يجب أن يتبعها الناسخ فى عمله، فالسطور تبدأ بكلمات معينة وكلمة الله تكتب بريشة خاصة، ومن هذا يتضح لنا أن متن أسفار العهدين كما هو في أيدينا اليوم لم يطرأ عليه أى تغير..

 

 

فالكتاب المقدس هو إمداد أو إلهام من الله للبشر حتى يعرفوا طريقه، وكله هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر والصلاح، لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس أتقياء قديسون مسوقين من الروح القدس، ويقول الكتاب المقدس  "أن الروح القدس يعلمنا كل شئ ويذكرنا بما قاله لنا الرب – ومتى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلمبه ويخبركم بأمور آتية" ( يوحنا 13:16)

الجريدة الرسمية