رئيس التحرير
عصام كامل

عيد رأس السنة القبطية.. عيد النيروز (2)

توقفنا فى المقال السابق عند تاريخ الشهداء الذى يعتبر هو الأنجيل الخامس والذى كان بمثابة المنارة التى أضاءت طريق المؤمنين، وهم باكورة وحدتنا في المسيح وإسماؤهم كتبت في سفر الحياة. ونكمل فى السطور التالية..

 

السؤال الخامس: ماهى مكانة الشهداء فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟                             الإجابة: مكانة الشهداء في الكنيسة عظيمة جدًا وهم في أعلى درجات الملكوت، فهم قبل القديسين والمعترفين والسواح والنساك والصديقين، ونجد هذا الترتيب في تسبحة الكنيسة وفي قراءة تحليل الكاهن في صلاة العشية وفي صلاة باكر في القداس الإلهى، وفي قراءات السنكسار والدفنار (سيرة القديسين). وفي صلواتنا اليومية. 

 

نجد لهم أيقونات مقدسة وهذا تكريم من قبل الرب هنا في الكنيسة على الأرض وفي السماء أيضًا. وقد رأى القديس يوحنا الرائى بالروح مجد الشهداء وقال رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله والشهادة التى كانت عندهم.. وهنا نجد في هذه الرؤية إعلان مجد الشهداء.

 
فقد رأى يوحنا هؤلاء الشهداء تحت رآية الصليب.. والمذبح هو الصليب – فنفوس هؤلاء الشهداء محفوظة عند الله، وهؤلاء يشتهئون أن يلبسوا الأجساد الممجدة النوارنية وتيجان الأكليل فى يوم الدينونة العظيمة لكى يسمعون صوته القدوس فى الملكوت الأبدى (صوت الفرح والتسبيح فى أورشليم السمائية).


السؤال السادس: من هم تحت الصليب في السماء؟ 
الأجابة: هم المنتصرين والغالبين الذين إختاروا أن يحيوا تحت الصليب مع سيدهم ملك الملوك وسيد الأسياد ورب الأرباب الديان العادل والرحمن والرحيم.. لذلك نفهم أن المذبح هنا الصليب الذى يحمله كل مؤمن يريد أن يكون تحت رآية الصليب ويقول لنا القديس بولس الرسول: “كل من اراد أن يصير تلميذًا للمسيح يجب عليه حمل هذا الصليب ويشترك مع المسيح فى آلامه وقيامته ويكون شاهدًا له في كل مكان وفي كل زمان”.. 

صرخة الشهداء

وظل الصليب مخيم على الكنيسة منذ نشأتها وصار الصليب سمه لها على الأرض، لذلك نرى علامة الصليب هى علامة النصرة لمن يقدم نفسه للسيد المسيح له المجد.
 

السؤال السابع: هل الشهداء يشعرون بنا وباتعابنا وهمومنا وأحزاننا في هذا العالم؟
الإجابة: هم يشعرون بنا وبكل همومنا واتعابنا بمشاعرهم الروحية من خلال الشفاعة: كل الذين تحت المذبح يعانيوا مجد الله، ويظهر لهم المسيح ويكلمهم.

 

السؤال الثامن: لماذا صرخوا الشهداء بصوت عظيم لله وهم تحت المذبح لكى ينتقم لدمائهم من الساكنين على الأرض؟!
الإجابة: ليس المقصود هم أنفسهم خالص، هم يقصدون السكان الذين هم على الأرض في معاناة شديدة من الحروب الشيطانية والاضطهادات والضيقات المؤلمة التى لا تنتهى، ولكن بالثقة الكاملة في الله "أبواب الحجيم لن تقوى عليهم".. 

 

وهؤلاء الشهداء يطلبون من الله الديان العادل أن يرفع عنهم هذه المعاناه وأن يتمجد معهم وتظهر عجائبه للتعزية.. نعم أرواح الشهداء يعرفون كل مايحدث معنا على الأرض، والكل يعلم بعين الرجاء والإيمان أنهم أحياء عند ربهم يتمتعون معه في الفردوس، وهم قد صاروا  شفاعة لنا أمام الله على مر الأجيال والعصور.

 
السؤال التاسع: هل توجد شهوة الإنتقام في نفوس هؤلاء الشهداء العظماء؟
الأجابة: بكل تأكيد (لا) بالقطع، الدم الذكى وحده يصرخ مثل دم هابيل البار أمام الله.. الله القدوس له فكر غير فكرنا الأرضى، وله منظور غير منظورنا.. الله العادل في انتقامه يختلف تمامًا عن البشر، 
 

السؤال العاشر:  كيف تقرأ هذه المناجاه التى تقترب إلى الصلاة على لسان الشهداء الأبرار قائلين  "حتى متى ؟! أيها السيد القدوس والحق لاتقضى وتنتقم لدمائنا.. ( رؤ 10:6)؟!
الإجابة: الله حين أراد أن ينتقم من ظلم شاول الطرسوسى للكنيسة ومن ظلم الرومان.. كان يقودهم للإيمان كما فعل مع اريانوس وإلى انصنا أشهر وأفظع شخص عذب المسيحين فى ذلك العصر.. الله ينتقم من فعل الشر والخطية بالتوبة والرجوع له.. 

 

الله فعل هكذا مع الأشرار المتوحشين بأن يؤمنوا، ويرجعوا بالتوبة والاقناع.. فرفضوا مشهورة الله، فكانت العقوبة شديدة وصعبة جدًا.. وهذا ما حدث مع الأباطرة العشرة من الرومان من نيرون إلى دقلدونيوس الذين عذبوا المسيحين وكانت نهايتهم بشعة.. فالإنسان المؤمن التائب إلى الله يحول عقبوبته للخلاص الأبدى.


أنظروا كيف يقودنا السيد المسيح له المجد لنلبس أكاليل المجد والكرامة السمائية! ماذا نستحق إذن، ونحن الذين لم نتساو بعد مع العشارين والخطاة، بل صرنا أقل منهم؟ كيف ننظر ملكوت الله؟ وكيف يمكن أن نضع أقدمنا على عتبة الملكوت، ونحن الذين أقل من الخطاة.. لاحظوا أيضًا أنه بينما كان يطالبنا بالوصية الجليلة عن محبة الأعداء.. كان يوضح أجر تحملنا للإذلال قائلًا "لكى تروا المسيح المخلص".. ولكى ترثوا الملكوت السماوى.. ولكى تصيروا أبناء أبيكم الذى في السموات.

الجريدة الرسمية