ترجمات الكتاب المقدس
ترجم الكتاب المقدس من اللغات الأصلية - الآرامية والعبرية واليونانية والقبطية - التى كتب بها إلى مختلف لغات العالم، وكانت اللغة اللاتينية هي اللغة الراسخة في المسيحية الغربية في ذلك الحين (العصور الوسطى).
حقًا إن الكتاب المقدس بهذه الترجمات انتشر في كل بقاع الأرض حسب ما كتبه الآباء الآولين العظماء بقواعد وإرشادات بالغة، موضحين بمنتهى الدقة الأساليب التي يجب أن يتبعها الناسخ في عمله، فالسطور تبدأ بكلمات معينة وكلمة الله تكتب بريشة خاصة، ومن هذا يتضح لنا أن متن أسفار العهدين كما هو في أيدينا اليوم لم يطرأ عليه أي تغير..
فالكتاب المقدس هو إمداد أو إلهام من الله للبشر حتى يعرفوا طريقه، وكله هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى في البر والصلاح، لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس أتقياء قديسون مسوقين من الروح القدس..
ويقول الكتاب المقدس "أن الروح القدس يعلمنا كل شئ ويذكرنا بما قاله لنا الرب - ومتى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلمبه ويخبركم بأمور آتية" ( يوحنا 13:16).
الترجمات المهمة
أولًا: الترجمة الأرامية (السبعينية اليونانية) كان يهود مصر سنة 250 قبل الميلاد يجيدون اللغة اليونانية فأقنعوا الملك بطليموس فيلادلفوس أن يترجم كتابهم لليونانية وكان عالما أديبا، مهتمًا بإنشاء مكتبة الإسكندرية، فأمر بعقد مجمع يهودي من سبعين شيخًا ليشرف على هذه الترجمة وبذلك أصبح العهد القديم باللغة اليونانية فى الفترة ما بين القرن الثالث إلى الأول قبل الميلاد وأهملت بعد ذلك النسخ العبرانية.
ثانيًا: الترجمة القبطية، ولما دخلت الكرازة المسيحية أرض مصر على يد كاروز الديار المصرية القديس مرقس الرسول، كان أهلها يتكلمون باللغة الديموطيقية أى لغة القدماء المصريين.. والإنجيل كان مكتوبًا باللغة اليونانية..
أراد القديس بنتينوس رئيس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية أن يبشر القرى والصعيد فأنشأ اللغة القبطية باللهجة الصعيدية والإقليمية الفيومية والأخميمية ثم باللهجة البحرية، وهي اللغة المصرية القديمة مكتوبة للسهولة بالاحرف اليونانية بعد أن أضاف إليها سبعة حروف من الهيروغيلفية، وذلك بدلا من الهيروغيلفية نفسها، وهى عسرة الكتابة جدًا.. ثم ترجم الكتاب المقدس كله من اليونانية إلى القبطية.
ثالثًا: الترجمة السريانية، وهى اللهجة الشرقية للآرامية وتوجد منها الترجمة القديمة التى تمت في القرن الأول الميلادي، وتوجد منها مخطوطة في المتحف البريطاني ترجع إلى سنة 464م، ويبلغ عدد المخطوطات السريانية التاريخية التى تضمها متاحف العالم نحو 350 مخطوطة.
رابعًا: الترجمة اللاتينية، وهى المعتمدة الآن من الكنيسة الكاثوليكية وتسمى ترجمة رومية (الفولجاتا) وقد نالت هذه الترجمة شهرة واسعة وظل معمولًا بها نحو الألف سنة وكان الكتاب الأول الذى تم طباعته فى العالم عند اختراع آلة الطباعة فى القرن الخامس عشر الميلادي.
نكمل في المقال القادم