خلاف أمريكى إسرائيلى حول مستقبل غزة
كشف وزير الخارجية الأمريكى بلينكن في تصريحات له عن وجود خلاف أمريكى إسرائيلى قال فيها لا عودة لاحتلال إسرائيل لقطاع غزةَ مستقبلا، ولا اقتطاع لأراضيها، ولا تهجير لأهلها.. بينما خطط الإسرائيليون للبقاء في أراضي القطاع لفترة طويلة كما أعلن ذلك نتنياهو منذ يومين..
واقتطاع شمال القطاع وفصله عن القطاع وتحويله إلى منطقة خالية من السكان تكون عازلة لحماية المستوطنات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة.. ويضاف إلى ذلك أيضا أنه في الوقت الذى يحبذ فيه الأمريكان أن تتولى السلطة الفلسطينية مسئولية القطاع بعد التخلص من حكم حماس، فإن الإسرائيليين لا يحبذون ذلك ويعارضونه.
وهكذا الخلاف بين الأمريكان والإسرائيليين حول مستقبل غزة بعد انتهاء هذه الحرب ووقف القتال ليس خلافا محدودا، ومع ذلك فإن الدعم الأمريكى لإسرائيل لم يتأثر سلبا، ومازال غير محدود.. ويكشف عن ذلك أن واشنطن تستجدى إسرائيل للموافقة على مهلة إنسانية تستغرق بضعة أيام ويتم خلالها الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين..
فإن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ليست تسمح بإعطاء الأولى أوامر للثانية وإنما هى علاقة تتسم باسترضاء الأمريكان الاسرائيليين، وذلك رغم أن الداعم الأكبر لإسرائيل هى أمريكا.
وهذا بالقطع له تأثيره على أمد الحرب وما سيحدث بعد انتهائها ووقف القتال.. فإن الجانب الأمريكي مهتم بمراعاة المواقف العربية التى تطالبه بوقف فورى للحرب ومراعاة أيضا التحول الذى يحدث في الرأى العام الأمريكى تجاه هذه الحرب الوحشية والذى اتسم بالتعاطف مع الفلسطينيين..
بينما الجانب الإسرائيلى لا يهمه ذلك بالقطع ولا يعنيه ولا يكترث به، فكل ما يريده هو الانتقام البشع لما حدث في السابع من أكتوبر، ولذلك سيحتاج وقتا للقبول بما تراه واشنطن ما دامت ليست حازمة معه وتستخدم أسلوب الاستجداء.