كلهم قالوا لماكرون: أوقف الحرب أولا
ما تحتاجه غزة الآن هو وقف فورى لإطلاق النار والقتال وليس مجرد هدنة إنسانية لبضعة أيام.. هذا هو ما أجمع عليه معظم المشاركين في مؤتمر باريس الإنساني الذى دعا إلى عقده اليوم في باريس الرئيس الفرنسي ماكرون.. وكان فى مقدمة المطالبين بذلك الأمم المتحدة والصليب الأحمر والأونروا.. فليس هناك معنى -كما قال رئيس الوزراء الفلسطيني- لتوفير وجبة عشاء لفلسطيني في غزة تعينه على البقاء على قيد الحياة حتى يقتل في الغد!
وهكذا أحرج المشاركون في المؤتمر الرئيس الفرنسي ماكرون الداعى لعقد هذا المؤتمر.. فهو حينما دعا إلى عقده كان يستهدف جمع المساعدات لغزة وأهلها في محنتهم الحالية والكارثة الانسانية التى يعيشون فيها الآن، ولذلك وصف مؤتمره بالإنسانى على غرار وصف الهدنة التى تبنتها واشنطن بالانسانية.
وقف الحرب أولا
ولذلك لم يكترث الرئيس ماكرون بالأهم الآن وهو وقف تلك الحرب الوحشية التى دمرت نحو ثلث مبانى قطاع غزة، بينها مدارس ومستشفيات ومبانى تابعة لمنظمات دولية.. لكنه ما منح الكلمة للمشاركين في المؤتمر حتى احرجوه بمطالبتهم في هذا المؤتمر بوقف القتال وإنهاء الحرب فورا وبعدها يأتى الحديث عن تقديم المساعدات.
لقد حاول ماكرون بمؤتمره هذا التهرب من مسئولية المجتمع الدولى لوقف حرب الإبادة التى يتعرض لها أهل غزة منذ الثامن من الشهر الماضى بدعوته لمؤتمر ذَا طابع إنسانى ليقول أن بلاده تفعل شيئا في هذه الكارثة الانسانية البشعة في غزة.. ولكن المشاركون في المؤتمر ألقوا بتلك المسئولية في وجهه وطالبوه هو وكل المجتمع الدولى بوقف هذه الحرب التى يتعرض فيها أهل غزة للإبادة الممنهجة من قبل الإسرائيليين.
إن من يريد مساعدة أهل غزة حقا في محنتهم الآن ليس أمامه سوى أن يعمل حقا لوقف الحرب أولا، وبعدها سوف يمكن بحث تقديم مساعدات إغاثية مستدامة لهم، حتى يتم إعادة بناء ما تم تدميره من مبانى ومرافق واستعادة مقومات الحياة في القطاع، وبعدها أيضا يمكن بحث مستقبل كل الفلسطينيين وليس أهل غزة فقط، والذى يجب أن ينالوا فيه استقلالهم والتخلص من الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة.