مهلة أمريكا!
رغم أن بلينكن كان حاسما خلال لقائه بعدد من وزراء الخارجية العرب في رفض وقف القتال وإنهاء تلك الحرب الوحشية التى شنها الإسرائيليون ضد أهل غزة، إلا أن واشنطن لا يمكن لها أن تتحمل استمرار تلك الحرب بلا توقف لفترة طويلة، لأن ذلك سيعرضها لضغوط متزايدة يوما بعد آخر.
ولذلك طرحت فكرة الهدنة الإنسانية ووافقت على زيادة عدد شاحنات المساعدات الإغاثية التى تمر عبر معبر رفح يوميا. ويمكن استنتاج أن أمريكا منحت إسرائيل مهلة زمنية للانتهاء من كل أعمالها العسكرية، برية وجوية، وثمة أنباء أن هذه المهلة عدة أسابيع وليست شهورا تكون القوات الإسرائيلية قد تمكنت من عزل شمال قطاع غزة عن جنوبه..
وهذا يفسر اهتمام بلينكن في لقاء عمان مع وزراء الخارجية العرب بحث مستقبل غزة السياسي والذى تريده أمريكا مثل إسرائيل بلا حماس، لكن الوزراء العرب طالبوا أولا بوقف عاجل للقتال.
وفي ضوء تطورات الوضع العسكري علي الأرض والصعوبات البالغة التى تواجه الغزو البري المتدحرج والخسائر المؤلمة التى تتكبدها القوات الإسرائيلية يمكننا استنتاج أن هذه المهلة الأمريكية قد لا تكفى إسرائيل وإنها قد تحتاج لتمديدها..
والأغلب أن هذا ما سمعه بلينكن فيها عندما زارها هذا الأسبوع، ولذلك رفض بحسم الطلب العربي الخاص بوقف إطلاق النار فورا بدعوى أن ذلك الآن يمنح حماس فرصة لتكرار ما فعلته يوم السابع من أكتوبر مرة أخرى مجددا!
أي أن مهلة أمريكا لإسرائيل هى مهلة مطاطة، أو قابلة للمط والتمديد حتى ولو استمرت في تدمير ما تبقى من مبانى غزة، وقتل أعداد متزايدة من أهلها وقضت على مقومات الحياة فيها لمن نجوا من القتل والإصابة.
أمر واحد فقط يمكن أن يغير ذلك هو أن يجعل العرب أمريكا في عجلة من أمرها لوقف تلك الحرب الوحشية ضد أهل غزة، وهذا سوف يتحقق إذا تعرضت المصالح الأمريكية عربيا للخطر بالفعل، بأفعال رسمية وشعبية.. رسمية تتجاوز البيانات، وشعبية تجاوز مظاهرات التأييد للفلسطينيين.