مصر حاربت ومازالت تحارب
رسالة إلى من تأخذهم الحمية والعاطفة دون تعقل، ودون إدراك للخطر الذي يحيط بمصرنا الحبيبة من كل جانب، ويطالبون بإعلان مصر الحرب، فهذا ما تسعى إليه أمريكا ودول الغرب حاليا، فالكل يعمل على جر مصر للحرب والنيل منها، خاصة وأنها الصخرة التي تحطمت عليها مؤامرة الربيع العربي. وأحب أن اقول لكم: من قال إن مصر لا تحارب.
مصر منذ ثورة التصحيح التي أسقطت مؤامرة الربيع العربي، وأنهت حكم إخوان الشياطين الذين قبضوا ثمن بيع سيناء وتقسيم مصر من أمريكا. ومصر تحارب.. مصر حاربت الإرهاب في الداخل والخارج وفي أرض سيناء خاصة، وحاربت الإرهاب خارج مصر في ليبيا، ولولاها لسقطت ليبيا. مصر تحارب الإرهاب على طول حدودها..
ومازالت مصر تحارب وتواجه كل المخططات الصهيونية الغربية والتي منها حرب المياه مع إثيوبيا، ومعلوم أن حرب المياه وراءها الصهاينة الملاعين، وهي ضمن المخطط لتعطيش مصر وإعاقة التنمية بها.. مصر تواجه حربا إعلامية شرسة. وحملات تشكيك وتضليل وإشاعات ضد قيادتنا المخلصة..
مصر تواجه يوميا حملات إعلامية تعمل على بث روح اليأس من المستقبل، وتعمل على زرع بذور الفتن بين طوائف المجتمع الواحد، وتغريب الشباب عن عادتنا وتقاليدنا الشرقية، بالإضافة إلى إفساد المجتمع وتفكيك الأسر المصرية بالإيقاع بين الرجل والمرأة بدعوى كاذبة وهي حقوق المرأة ومخاطبة الغرائز والشهوات، بما يبث من عري ومجون وخلاعة ورذيلة للقضاء على قيم ديننا الحنيف وأخلاقياته وفضائله والتي هي مصدر قوتنا ونصرة الله تعالى لنا.
مصر منذ ثورة التصحيح تخوض حرب التنمية والتعمير. مصر تواجه مخاطر حقيقية من حول كل حدودها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. مصر محاطة بقواعد عسكرية أمريكية في دول عربية من كل جانب. والدول العربية والإسلامية للأسف ليسوا على قلب رجل واحد.
أحبائي.. الموضوع كبير وخطير وأكبر من أي تصور، والمقصود دائما هو تركيع مصر وإبعادها عن أرض سيناء. ولكن من فضل الله تعالى أن القيادة المصرية ملمة تماما بأبعاد المؤامرة وخطورتها. فالرئيس حفظه الله يعمل بعقل وحكمة ولا يأخذ قرارا إلا بعد دراسة وتفكير عميق..
هذا وبالنسبة لشعب غزة نحن متعاطفون معهم، ومصر تبذل أقصى جهد لوقف العدوان على أهلها وتوصيل مواد الإعانة والإغاثة لهم. كما تسعى بكل قوتها الدبلوماسية لوقف العدوان على أهل غزة الأبرياء ولوقف المجازر الصهيونية.
كان المفروض إن تقوم الدول العربية والإسلامية بطرد سفراء إسرائيل والدول المؤيدة للحرب على غزة، وكان المفروض إنهاء عمل القواعد الأمريكية من الدول العربية وترحيلها. كان المفروض إستخدام سلاح البترول كما حدث في حرب أكتوبر 1973. كان مفروض التهديد بسحب الأموال العربية من البنوك الأجنبية التي تنعش اقتصادهم. كان المفروض أن تقاطع الدول العربية والإسلامية كل المنتجات الأجنبية..
اعتقد لو قامت الدول العربية والاسلامية بهذه الأشياء لتغير الأمر.. فلنعقل الأمر جيدا ولندع القرار لأصحاب القرار، فهم أدرى بما يتناسب وبما يناسب أي موقف وفعل وحال.. وثقوا في قيادتكم الوطنية المخلصة الجريئة والقادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. حفظ الله مصر من كل كيد ومكر وسوء وشر ، ورفع الله البلاء عن أهل غزة وخذل الصهاينة الملاعين وكل من يساندهم..