خسائر مؤلمة!
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى أن يوم أمس كان أسوأ يوم لـ إسرائيل بسبب الخسائر الفادحة التى لحقت بها خلال اجتياحها المتدرج لغزة.. بينما وصف نتنياهو خسائر إسرائيل البشرية أمس بأنها مؤلمة، ومع ذلك قال إن حرب غزة سوف تطول.. والسؤال هل إذا تكررت تلك الخسائر المؤلمة لإسرائيل سيقدر نتنياهو على إطالة الحرب؟
إن الخبراء كانوا ومازالوا يقولون لنا إن إسرائيل لا تقدر على تحمل حرب طويلة لأنها تعتمد على تعبئة الاحتياط الذى يكلفها اقتصاديا كثيرا، لكننا الآن إزاء وضع جديد بالنسبة لإسرائيل.. حيث هى تخوض حربا ولديها داعمون كثر يمدونها بما تحتاجه من المال والسلاح..
وهو ما يجعلها مؤهلة لأن تخوض حربا طويلة كما يرغب في ذلك قادتها السياسيون والعسكريون الذين تسيطر عليهم الرغبة في الانتقام، والظهور أمام الإسرائيليين بأنهم ردوا لحماس ضربة السابع من أكتوبر.
لكن إذا كانت الدول الداعمة لـ إسرائيل مستعدة لتعويض خسارتها العسكرية من أسلحة ومعدات وخسائرها الاقتصادية، فإنها لن تعوضها خسائرها البشرية بالطبع حتى ولو أشركت معها جنودها في الحرب.. والخسارة البشرية أكثر ما يوجع إسرائيل بالقطع، ولن يستطيع قادتها العسكريون والسياسيون تحمل استمرار هذه الخسائر البشرية لفترة طويلة، وهو ما سيجبرهم على إنهاء هذه الحرب وقتها.
إذن الحرب الطويلة التى تحدث عنها نتنياهو أمس يمكن أن تنتهى إذا استمرت خسائر إسرائيل البشرية مؤلمة وموجعة، وهذا مرهون بتطورات الاجتياح البرى المتدرج الذى بدأته إسرائيل لقطاع غزة قبل أيام، خاصة وأن هذه الخسائر البشرية لم تقتصر على الجنود الاسرائليين فقط وإنما شملت أيضا بعض الأسرى الذين هم في قبضة حماس.