قتلة الأطفال
الأمر يبدو الآن في غزة وكأن الإسرائيليين يخوضون مسابقة للقتل ويبغون الفوز فيها.. فهم يقتلون الفلسطينيين بحماس بالغ.. ولا يستثنون الأطفال.. بل لعلهم يستهدفون في الأساس الأطفال.. فإن قائمة شهداء أهل غزة تسجل نسبة 40 في المائة من الأطفال حتى الآن، وهى نسبة مرشحة للزيادة بعد استخدام الاسرائيليين مؤخرا كل أنواع الأسلحة في قصف غزة، من مدفعية وصواريخ ودبابات وصواريخ وسفن حربية أيضا.
وهذا يؤكد أن الاسرائيليين لا يستهدفون تصفية حماس فقط وإنما يستهدفون كل فلسطينى غزة بالإبادة الجماعية، لآن نصف أهل غزة أساسا من الأطفال.. لقد أخفقت حتى الآن خطة التخلص من أهل غزة بالهجرة القسرية إلى سيناء بسبب الرفض المصرى والعربى لها..
ولذلك لجأ الاسرائيليون إلى الخطة البديلة وهى الإبادة الجماعية لفلسطيني غزة، ولعل هذا سبب قطع كل الاتصالات عن القطاع ليتم تنفيذ هذه الخطة في الظلام والخفاء وسرا حتى لا تواجه مقاومة من الرأي العام العالمى، الذى بدأ يفيق ويعبر عن رفضه لاستمرار العدوان الوحشى الاسرائيلى على قطاع غزة، ويطالب الحكومات الغربية بوقف هذا العدوان وإنقاذ أهل غزة من الحصار المميت الذى يتعرضون له بحرمانهم من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود.
لقد تجاوز الأمر الانتقام الذى يتحدث عنه المسئولين الاسرائيليين بعد الضربة المفاجئة والصادمة التى تلقوها فى السابع من اكتوبر وتحول إلى إبادة جماعية للتخلص من غزة وأهلها تماما..
ويشاركهم في ذلك الإدارة الامريكية وعدد من الحكومات الاوربية بدعمهم للإبادة الجماعية التى يقوم بها الاسرائليون لأهل غزة.. وهنا يتضح أن الامريكان وأهل الغرب ليسوا جادين عندما يتحدثون عن حل الدولتين، فكيف ستقام الدولة الفلسطينية بلا شعب؟!.. فمن يؤيد حقا حل الدولتين عليه أولا وقف العدوان الوحشى الاسرائيلى ضد أهل غزة.