رئيس التحرير
عصام كامل

اقتصادنا وحرب غزة

مثل كل المصريين أنا مهموم جدا بالأحداث العسكرية التى وقعت داخل حدودنا، والتى شملت بعد حادث برج مراقبة في رفح، ما شهدته مدينتا طابا ونويبع صباح اليوم، لكننى لدى ثقة في مؤسساتنا العسكرية وتقديرها للموقف، والأهم قدرتها على حماية حدودنا وأرضنا وأمننا القومى.

 
كما أنا مهتم أيضا بالتداعيات غير العسكرية لحرب غزة علينا اقتصاديا، خاصة وأننا نعانى من أزمة اقتصادية لم نتجاوزها بعد، وفي هذه الفترة تحديدا مع اقتراب نهاية العام علينا أن نسدد نحو أربعة ونصف مليارات دولار أعباء للديون الخارجية المستحقة علينا، ولعل ذلك  يفسر ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء.


إن أحد مصادرنا المهمة للنقد الأجنبي التى كنّا نعول عليها كثيرا قبل اندلاع هذه الحرب كانت السياحة الخارجية، في ظل تراجع تحويلات العاملين بالخارج.. ولأن المنطقة مهددة بتصاعد الصراع المسلح فإن إقبال السائحين الأجانب عليها سوف يتأثر سلبا بالطبع، وهو ما سيشكل ضغطا أكبر علينا في توفير احتياجاتنا من النقد الأجنبي، وهذا يقتضى أن نمضى في تنفيذ خطة تقشف عاجلة نستغنى فيها عن مزيد من وارداتنا من الخارج.

 
لكننى على الجانب الآخر ألفت الانتباه إلى أن الأزمة الاقتصادية وضغوطها علينا لم تمنعنا من اتخاذ الموقف السليم في هذه الأزمة التى طالتنا بعد انكشاف خطة التهجير القسرى لفلسطيني غزة إلى سيناء.. لقد اتخذنا موقفا قويا وصلبا في تلك الأزمة.. 

 

حيث رفضنا بحسم وحزم تصفية القضية الفلسطينية على حسابنا، وتمسكنا بتقديم الغوث والمساعدة الانسانية لأهل غزة، وطالبنا بوقف العدوان الوحشى الذى يتعرضون له، وقلنا للإسرائيليين إنكم لن تنعموا بالأمن إلا إذا أنهيتم احتلالكم للأراضى الفلسطينية، واعترفتم بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة.. وهذا أمر يحسب بالطبع للقيادة المصرية.

الجريدة الرسمية